تأثير فرط تصفح الأخبار السلبية على الصحة النفسية
تشهد المنطقة العربية منذ قرون نكبات وانكسارات لا تعدّ ولا تحصى. وبما أنه مع التقدم التكنولوجي أصبح من السهل الوصول إلى الأخبار بنقرة واحدة، فقد جلب التدفق المستمر للمعلومات خطراً كبيراً على صحتنا الجسدية والنفسية على حدّ سواء. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن تأثير فرط تصفح الأخبار السلبية على الصحة النفسية.
الإفراط في سماع الأخبار: إدمان مزعج للصحة النفسية!!
من التلفاز إلى خدمة الخبر العاجل على الهاتف الذكيّ!! يقضي الإنسان وقتاً طويلاً في تعريض نفسه إلى تصفح الأخبار التي غالباً ما تكون سلبية في ظلّ الحروب التي تنتشر بشكل كبير في عالمنا المعاصر. مما لا شك فيه أن المواظبة على الإستماع لهذه الأخبار السلبية، من شأنها تدمير التوازن النفسي وتعريض الفرد لحالات من القلق والتوتر.
1- زيادة التوتر
إن التعرّض المستمر للأخبار السلبية يؤدي إلى استجابة الدماغ للتوتر. مما يسبب ارتفاعاً في مستويات الكورتيزول. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للتوتر المزمن آثاراً ضارة على الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل. مما يزيد من حدّة الإكتئاب.
2- القلق المتزايد
يسبب التعرض المستمر للقصص المؤلمة إلى ارتفاع مستويات القلق. مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للشك بشأن التهديدات المحتملة في حياتهم، حتى لو لم يكونوا على صلة مباشرة بالأخبار.
3- اضطرابات في النوم
يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للأخبار السلبية إلى تعطل في أنماط النوم. مما يزيد من حدّة الأرق الليلي. وكما هو معروف، قد تسبب قلة النوم إلى اضطرابات في الحالة المزاجية والقدرة على الإسترخاء، وبالتالي زيادة حالات الإكتئاب.
4- انخفاض المرونة
من أبرز مخاطر التعرض للأخبار السلبية هي تآكل المرونة العقلية.وهذا ما يجعل الفرد أكثر عرضة للإنتكاسات والتحديات. وبالتالي تطغى الأفكار السوداوية على حياة الإنسان وتجعله غير قادر على السيطرة على حياته اليومية.
5- انعدام الأمل
يقلل الإفراط في سماع الأخبار السلبية من قدرة الفرد على التفكير بشكل إيجابي بمستقبله. بعبارة أخرى، يشعر الفرد بأنه في مكان خطير للغاية، ومن المستحيل أن يصبح قادراً على التحكم في مصير حياته المستقبلية.
6- عدم القدرة على اتخاذ القرار
يؤثر السماع المستمر للأخبار السلبية بشكل كبير على الوظيفة الإدراكية والقدرة على اتخاذ قرارات صائبة. علاوة على ذلك، إن التوتر والقلق يساهمان في زيادة خطر اتخاذ قرارات سيئة في مختلف الجوانب الحياتية.
7- التوتر العاطفي
تؤدي الأخبار السلبية إلى زيادة حدّة الإضطرابات العاطفية، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للصراعات في علاقاتهم الشخصية. على سبيل المثال، العزلة الإجتماعية، والصراع مع أفراد الأسرة.
8- انخفاض حدّة التعاطف مع الآخرين
من المفارقات الأساسية، أن التعرض المفرط للأخبار السلبية، يؤدي إلى فقدان الحساسية. مما يقلل من التعاطف مع الآخرين. مع مرور الوقت، قد يجد الأفراد صعوبة في التواصل مع مشاعر من حولهم.
9- ضعف كبير في الوظائف الجسدية
تؤثر هذه الأخبار بشكل كبير على الوظائف الجسدية بطريقة مباشرة وغير مباشرة. إذ، يبدأ الفرد بالشعور بالصداع الناتج عن التوتر، ضعف الجهاز المناعي، وتوتر العضلات، بالإضافة إلى دقات قلب سريعة وغيرها من الأمراض الجسدية.
10- ضعف التركيز والإنتاجية
يعيق الإفراط في مشاهدة والإستماع للأخبار السلبية من قدرة الفرد على التركيز على أموره الحياتية من جهة، بالإضافة إلى ضعف الإنتاجية ونشاطه اليومي من جهة أخرى. إذ، يصبح التركيز على المهام اليومية أمراً صعباً للغاية.
كيف يمكنك التغلب على هذا الأمر؟
على الرغم من صعوبة الأمر، إلاّ أن معالجته ليست مستحيلة. إليك خطوات بسيطة تساعدك في هذا المجال.
- الحدّ من سماع ومشاهدة الأخبار: تحديد أوقات سماع الأخبار. من المفضل تجنبها أثناء تناول الوجبات وقبل النوم مباشرة.
- اختيار مصادر موثوقة للأخبار: تكثر الأخبار على مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، والتي لا تكون صحيحة دائماً! لذلك، كل ما عليك القيام به هو اختيار مصدر موثوق وموضوعي في تقديم الأخبار والوقائع.
- ممارسة تقنيات الإسترخاء: انخرط/ي في ممارسة رياضة اليوغا وتقنيات الإسترخاء التي تساعدك في المحافظة على الهدوء والتركيز.
- التحدث عن المخاوف: يمكنك مشاركة مخاوفك مع الأصدقاء والعائلة من جهة، أو اللجوء إلى معالج نفسي من جهة أخرى.
- الرعاية الذاتية: إعطاء الأولوية لأنشطة الرعاية الذاتية، مثل ممارسة الهوايات، والأنشطة الهوائية في الطبيعة، بالإضافة إلى مشاهدة البرامج الممتعة والمسلية.
أخيراً، وبعد الحديث عن تأثير فرط سماع الأخبار السلبية على الصحة النفسية. يمكن القول إن الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الشعب العربي ليس سهلة، وتحديداً في ظلّ الإنتكاسات والحروب التي تحدث بشكل مستمر. لكن، سيؤثر الإفراط في مشاهدة الأخبار السلبية بشكل كبير على صحتك النفسية والجسدية على حدّ سواء. وبهذا من الضروريّ فهم التأثيرات من أجل إيجاد حلول لازمة، تساعدك في السيطرة على توازنك النفسي والجسدي في آن معاً.