النوم

لماذا لم يعد يكفينا النوم لمدّة جيدة؟

في عصر أجدادنا، كان للنوم أهمية بالغة وارتباط كبير بالقدرة على القيام بالأعمال الشاقة في الحقول والمزارع. أمّا اليوم، نحن ما زلنا قادرين على النوم لهذه المدّة، إلاّ أننا رغم ذلك نشعر بالتعب والإرهاق. والسؤال هنا الذي يمكن الإشارة إليه، هو لماذا لم يعد يكفينا النوم لمدّة جيدة؟ سنتناول في هذا المقال إذاً، الإجابة عن هذا السؤال.

كيف فقد النوم فعاليته الكبيرة في تحقيق التوازن النفسي والجسدي!!

يحتم علينا أسلوب الحياة المتبع المليء بالضغوطات والإحتياجات، عدم قدرتنا في الحصول على مدّة نوم كافية. كذلك، لقد ازدادت مثبطات النوم بشكل بالغ، ليس فقط بالمدّة وإنما أيضاً بجودته وفعاليته. إذاً، ما هي الممارسات التي دفعت بنا إلى هذا الحدّ من الإرهاق وتراجع نشاطنا اليومي؟

1- ضغوطات العمل

يعدّ الإجهاد والضغط المرتبط بالعمل، من العوامل المساهمة بشكل كبير من الحرمان من النوم. بعبارة أخرى، تؤدي المواعيد النهائية الضيقة وساعات العمل الطويلة، بالإضافة إلى القلق المرتبط بالعمل إلى اضطرابات في عملية النوم. علاوة على ذلك، يؤدي الضغط الذي يفرضه الفرد من أجل التفوق في حياته المهنية إلى التضحية بالنوم. مما يضعف الوظيفة الإدراكية والأداء الوظيفي بشكل عام.

2- شاشات الهواتف الذكية

أدت التكنولوجيا إلى إحداث انقلاب جذري في أنماط حياة الفرد على مختلف المستويات. إذ، ساهم الإستخدام المفرط للهواتف الذكية ولا سيّما مواقع التواصل الإجتماعي إلى ظهور ثقافة الإتصال المستمر. في المقابل، إن الإفراط في مشاهدة التلفاز أو التعرض باستمرار إلى اللون الأزرق المنبعث من الشاشات، يساهم في تعطيل دورة النوم من جهة وإضعاف فعاليته من جهة أخرى.

3- العوامل النفسية غير المتوازنة

إن العوامل النفسية مثل القلق، الإكتئاب، والتوتر المزمن قد يؤثر بشكل كبير على دورة النوم. غالباً ما يؤدي عدم التوازن النفسي إلى الإصابة بالأرق من جهة، وعدم القدرة على تحقيق الإسترخاء من جهة أخرى.

4- الوجبات الجاهزة

إنه وبسبب دوامات العمل الطويلة والضغوطات المهنية، يلجأ الفرد إلى تناول الوجبات السريعة المليئة بالزيوت المهدرجة والأطعمة المليئة بالسكر. تؤثر هذه العادات الغذائية السيئة بشكل كبير على دورة النوم، بالإضافة إلى أنها ترفع مستويات هرمون الكورتيزول الذي يكافح جودة النوم وفعاليته.

5- تغيّر المناخ

العوامل البيئية مثل درجات الحرارة القصوى، التلوث الضوضائي، أو بيئة النوم غير المريحة يمكن أن تمنع الأفراد من النوم أو البقاء فيه. إن إنشاء مساحة نوم هادئة، مظلمة، وباردة  من شأنها تعزيز جودة النوم بشكل كبير.

6- العمل بجداول غير منتظمة

غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يعملون في دوامات ليلية أو ساعات غير منتظمة من أنماط النوم المضطربة. تتعرض الساعة الداخلية للجسم، والمعروفة باسم إيقاع الساعة البيولوجية، للإضطراب، مما يجعل النوم أثناء ساعات الليل التقليدية أمراً صعباً.

أخيراً، وبعد الإجابة عن لماذا لم يعد يكفينا النوم لمدّة جيدة؟ يمكن القول، إنه في عالم تحظى فيه الإنتاجية والكفاءة بتقدير كبير، من الضروري إدراك أهمية النوم باعتباره ركيزة أساسية للصحة الجيدة وتعزيز التوازن بين الصحة الجسدية والصحة النفسية.

المصادر والمراجع:

ريان كحيل

أعمل في مجال الترجمة والتدقيق. مهتمة بمجال البحث عن مواضيع العلم والمعرفة وأعلام الفكر. أسعى لتطوير خبراتي في هذا المجال. حالياً، أحضر لنيّل شهادة البكالوريوس في الترجمة والتعريب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى