صحة نفسية

فوائد البكاء للصحة النفسية

يخفف الآلام، ويهدّئ الأعصاب، ويحسّن النوم.

[15 أغسطس، 2022] يعتبر البكاء إستجابة فطرية طبيعية لدى الإنسان لمجموعة من المشاعر والمواقف، التي يتعرض لها في حياته. بما في ذلك مشاعر الإحباط، واليأس، والحزن، وحتى الفرح. ضمن السياق المذكور، يمكن القول إن البكاء ضروري في أحيان كثيرة، لتحقيق ما يعرف تحت مسمى ” التطهير النفسي “. ولهذا، خصصنا هذا المقال للحديث عن فوائد البكاء للصحة النفسية.

مقالات مرتبطة:

البكاء… علامة تدلّ على الذكاء العاطفي

إن البكاء هو وسيلة للتعبير عن المشاعر السلبية أو الإيجابية، على حدّ سواء. خلافاً لما تعتقده الأغلبية، أن البكاء هو دليل ضعف، وعدم القدرة على التحكم بالمواقف الصعبة، التي نتعرض لها. بل يعتبر البكاء، دليلاً على قدرة الشخص في التعبير عن مشاعره، ومواجهة مشاكله للتغلّب عليها. حيث يساعد البكاء على تجاوز الأحداث المؤلمة من جهة، وتقليل حدّة التوترات من جهة أخرى. إذاً، كيف يمكن للبكاء أن يحسن من الحالة المزاجية والصحة النفسية للشخص؟

1- تأثيرات مهدئة

يساعد البكاء على تحقيق التهدئة الداخلية. أي أنه ينظم العواطف، ويهدئ الأنفس، ويقلل من حدّة المحنة التي يتعرض لها الإنسان. ضمن السياق المذكور، أشارت دراسة أجريت عام (2014)، إلى أن للبكاء تأثيراً مهدئاً للذات. بالإضافة إلى أن البكاء يساعد على تنشيط الجهاز العصبي ” السمبثاوي “، مما يؤدي إلى تحقيق الإسترخاء.

2- التخفيف من الآلام

إلى جانب تأثيرات البكاء المهدئة على النفوس، يساعد أيضاً على تسكين الآلام من خلال قدرته على إطلاق ” الأوكسيتوسين “، و ” الأندروفين “. تعمل هذه المواد الكيميائية على التخفيف من الألم الجسدي، وتعزيز الشعور بالراحة.

3- الحصول على دعم من الآخرين

إنه، وبالإضافة إلى قدرة البكاء على مساعدة الناس في تهدئة أنفسهم. يمكن أن يساعد البكاء في الحصول على الدعم من الآخرين. أوضحت دراسة أجريت عام (2016)، أن البكاء هو في الأساس سلوك تعلق. وذلك لأنه يحشد الدعم من الناس. وهذا ما يعرف باسم المنفعة الشخصية أو الإجتماعية.

4- تحسين المزاج

يساعد البكاء على رفع معنويات الناس، ويجعلهم يشعرون بتحسّن. بالإضافة إلى أنه يخفف الألم. من ناحية أخرى، يساهم البكاء في زيادة إفراز ” الأوكسيتوسين “، و ” الأندروفين “، اللتان تساعدان في تحسين الحالة المزاجية.

5- مكافحة التوترات

عندما يبدأ الناس بالبكاء، فإنهم يقومون بإفراز المواد الكيميائية، التي تقلل من حدّة التوترات والضغوطات. كذلك، يساعد إفراز هذه المواد على التخلص من السموم وتهدئة البشرة.

6- تعزيز جودة النوم

أشارت دراسة أجريت عام (2015)، إلى أن البكاء يمكن أن يساعد الأطفال، كما البالغين، على النوم بشكل أفضل وأسرع. كذلك، يمتلك البكاء خصائص مهدئة كما ذكر سابقاً، ويساعد بدوره على تخفيف الآلام الجسدية. وهذا ما يجعله قادراً على تعزيز جودة النوم.

7- تحقيق التوازن العاطفي

البكاء لا يحدث فقط استجابةً لشعور أو موقف حزين. بل نبكي أحياناً عندما نشعر بالفرح. ومن هنا، تشير بعض الأبحاث إلى أن البكاء يستطيع تحقيق التوازن العاطفي، وهي طريقة للتعافي من المشاعر القوية مهما كانت إيجابية أم سلبية.

متى يعتبر البكاء خطيراً؟

البكاء هو استجابة فطرية وطبيعية، كما أشرنا في بداية المقال. لذلك، لا تتردد أبداً في ذرف الدموع، عندما تستدعي الحاجة، لأن البكاء يحسن فعلاً من حالتك المزاجية. ولكن، قد يتحوّل البكاء في بعض الأحيان إلى مشكلة، وخاصة إذا ما بدأ يؤثر على إنتاجيتك المهنية، وحياتك الإجتماعية، والشخصية… وهذا ما يعني هنا أنك مصاب بالإكتئاب.

تشمل أعراض الإكتئاب:

  • الحزن.
  • الإحباط.
  • اليأس.
  • تغيرات في الشهية.
  • فقدان أو زيادة في الوزن.
  • نقص في الطاقة.
  • اضطرابات في النوم.

وأخيراً، وبعد ذكر فوائد البكاء للصحة النفسية. لا بدّ من القول إن البكاء ضروري للتخلص من الضغوطات والتوترات الناتجة عن المواقف التي نتعرض لها يومياً. ولكن، يسبب الإفراط به نتائج كارثية تقود المرء إلى حالات من الإكتئاب والقلق.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى