صحة جنسية

ماذا يحصل لجسم المرأة عند الإجهاض؟

” الإجهاض “، وهو مصطلح يحمل ثقلاً عاطفياً هائلاً عند التعرّض له. قد يواجه العديد من الشركاء تجربة الإجهاض، نتيجة عوامل نفسية وجسدية. لكن، وإلى جانب آثار الإجهاض النفسية الصعبة على كلّ من المرأة والرجل، إلاّ أن المرأة هي الأكثر تعرضاً لمضاعفات الإجهاض والأكثر تأثراً بها. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن ماذا يحصل لجسم المرأة عند الإجهاض؟

1- ما هو تعريف الإجهاض؟

يشير الإجهاض إلى الفقدان التلقائي للحمل قبل الأسبوع العشرين. قد يحدث الإجهاض نتيجة عوامل مختلفة، منها التشوهات الجينية، الإختلالات الهرمونية، بالإضافة الظروف الصحية الصعبة لدى الأم، وغيرها من العوامل. على الرغم من تواترها، إلاّ أن تجربة الإجهاض يمكن أن تكون معزولة ومختلفة من شخص إلى شخص آخر. لكن، سيحاول هذا المقال تقديم بعض الأعراض التي تحدث مع المرأة في هذه الفترة الصعبة، والتي قد تتطلب تحدياً كبيراً.

2- التعرّف على العلامات والأعراض

إن فهم علامات الأعراض هو الخطوة الأولى في معالجة هذا الموضوع. ضمن الإطار المذكور، يعتبر النزيف المهبلي، الذي يتراوح بين بقع خفيفة إلى تدفق كثيف مصحوب بالتشنجات في البطن والتي غالباً ما تشبه آلام الدورة الشهرية، مؤشراً شائعاً. قد تمرّ بعض النساء أيضاً ببعض التجلطات الخفيفة التي تشير إلى فقدان الحمل. لذلك، إن التعرف على هذه العلامات، يسمح للمرأة بطلب المساعدة الطبية على الفور. مما يضمن الرعاية والدعم المناسبين خلال هذه الفترة الصعبة.

3- ما هي مراحل الإجهاض؟

تختلف مراحل الإجهاض، ويمكن تحديدها ضمن 3 أطر:

  • التشخيص والتأكيد: عند الإشتباه في حدوث إجهاض. يقوم مقدمو الرعاية الصحية بإجراء سلسلة من الإختبارات، بما في ذلك الموجات الصوتية وفحص الدم لتأكيد التشخيص، وتحديد مسار العمل المناسب.
  • الإجهاض الطبيعي: في كثير من الأحيان يقوم الجسم بطرد الحمل بشكل طبيعي. يتضمن الإجهاض الطبيعي نزيفاً حاداً وتشنجاً. بعبارة أخرى، إنها استجابة طبيعية عندما يحاول الجسم طرد أنسجة الحمل.
  • الإدارة الطبية: في بعض الحالات، يصبح التدخل الطبي ضرورياً. قد يصف مقدمو الرعاية الصحية أدوية لمساعدة الجسم على التخلص من الحمل، أو إجراء عملية جراحية بسيطة تعرف تحت مسمى ” التوسيع والكشط “، بهدف إزالة الأنسجة المتبقية. تهدف هذه الأساليب إلى منع المضاعفات ودعم التعافي الجسدي للمرأة.

4- التعافي الجسدي والرعاية اللاحقة

إن التعافي الجسدي بعد الإجهاض هو عملية تدريجية. قد تشعر النساء بعدم الراحة والألم، على غرار تقلصات الدورة الشهرية، والتي عادة ما تهدأ خلال أسبوع. كذلك، قد تستغرق الدورة الشهرية بعض الوقت لتعود إلى نمطها الطبيعي، والتي غالباً ما تكون أثقل من المعتاد. لذلك، تعتبر الراحة الكافية، والمحافظة على الترطيب، بالإضافة إلى الرعاية الذاتية ضرورة قصوى للجسم لمساعدته على الشفاء جسدياً وعاطفياً.

5- الرحلة النفسية الصعبة وضرورة طلب الدعم

إن التأثير العاطفي للإجهاض عميق ويختلف من شخص لآخر. ضمن السياق نفسه، يعدّ الحزن على فقدان الحمل استجابة طبيعية، ويجب على الأفراد أن يعطوا أنفسهم المساحة والوقت اللازم لمعالجة مشاعرهم. لذلك، ومن الضروري طلب الدعم من الشركاء، العائلة، والأصدقاء خلال هذا الوقت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانضمام إلى مجموعات الدعم أو التحدث مع متخصصي الصحة النفسية والعقلية، تساعدك في توفير مساحات آمنة للتعبير عن مشاعرك ومواجهة التحديات.

6- استراتيجيات المواجهة

إن التعامل مع الإجهاض هو رحلة شخصية تتطلب الصبر والرحمة الذاتية. يمكنك وعلى سبيل المثال، الإنخراط في أنشطة الرعاية الذاتية. مثل ممارسة تمارين اليوغا والتأمل، بالإضافة إلى الخروج مع عائلتك والأصدقاء لممارسة الأنشطة الترفيهية… ستساعد هذه الممارسات حتماً على توفير الراحة وتعزيز الشفاء العاطفي.

أخيراً، وبعد الحديث عن ماذا يحصل لجسم المرأة عند الإجهاض؟ يمكن القول إن عملية الإجهاض صعبة للزوج والزوجة على حدّ سواء. لكن، إذا لم يتمّ التعامل مع أعراضه بشكل جديّ، فيمكن أن يؤثر على المرأة بشكل سلبيّ على المدى الطويل. لذلك، وعند معرفة التحديات والمخاطر، يمكنك عزيزتي مواجهته بكل سهولة.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى