صحة نفسية

خطوات للتغلب على شعور الوحدة

[آخر تحديث: 22/3/23] عام 2013، تم إصدار الفيلم الأميركي «هي» أو «Her»، بطولة خواكين فينيكس من تأليف وإخراج سبايك جونز، ونال الفيلم جائزة أفضل سيناريو في حفل الأوسكار. تعكس أحداث الفيلم وهم التكنولوجيا في تحقيق التواصل. إذ نجد أن الألوان المستخدمة ألوان باردة، أقرب إلى الكرتون، مجسّدة التفكك الاجتماعي من جهة، ومعززة فكرة العزلة من جهة أخرى. بالطبع، لسنا في صدد تحليل الفيلم، ولكن ما يراد قوله هو إن البشرية، أصبحت اليوم، تغرق في العزلة أكثر من أي وقت مضى. وذلك، بسبب تهافتها على استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، التي لا تلبث أن تغيّر علاقتنا بجميع المفاهيم الحياتية. بعبارة أخرى، وفي ظل هذه التعقيدات التي تطال الجوانب الإنسانية كافّة، أصبح الإنسان دائم البحث عن هويته الذاتية، وماهية وجوده في هذا الكون. لذلك، سنتناول في هذا المقال، خطوات للتغلب على شعور الوحدة.

مقالات مرتبطة:

الوحدة: متلازمة الإنسان المعاصر

تعتبر الوحدة من الحالات النفسية التي تنتشر في يومنا هذا بشكل كبير. إذ تصف الوحدة المشاعر السلبية التي تحدث للشخص في حال عدم تلبية احتياجاته للتواصل الإجتماعي. بالطبع، يحتاج الإنسان إلى فترات للجلوس بمفرده بهدف تحقيق الإسترخاء، وإعادة تحليل العقبات، والمشاكل، والمخاوف التي يتعرض لها لاستعادة توازنه النفسي والإجتماعي.

إلاّ أن الرغبة بالوحدة والعزلة، قد تؤثر بشكل سلبي على الصحة العاطفية والنفسية، وكذلك على الرفاهية العامة. في المقابل، هناك طرق عديدة يمكنك تجربتها للتخلص من مشاعر الوحدة. إليك أبرزها:

1- اجعل/ي نفسك سعيداً/ة

عندما تشعر/ين بالوحدة قليلاً، قد يكون من السهل الإنغماس فيها بشكل أكبر. لذلك، يمكنك ممارسة بعض التفاصيل البسيطة التي تخراجك من هذا الشعور. على سبيل المثال، يمكنك الإستماع إلى الموسيقى التي تبعث على الفرح، أو مشاهدة فيلمك الكوميدي المفضل.

كذلك، يمكنك تحضير بعض الأطباق الشهية التي تحبها، أو الخروج مع الأصدقاء لتناول العشاء أو شرب القهوة… إن القيام بهذه الأشياء البسيطة، ستجعلك قادراً/ة على استشعار السعادة بتفاصيلها الدقيقة. كذلك ستجعل الوقت يمرّ بطريقة أسرع وأكثر متعة.

2- التخلص من التشكيك بنفسك

قد يتطور الشعور بالوحدة لدرجة أنه قد يفقدك ثقتك بنفسك، وبالتالي سيتحول هذا الشعور إلى حالة من الشكّ بمصداقية عواطف من حولك. وهذا ما قد يؤدي بدوره إلى شعور من القلق، والإكتئاب، وعدم الأمان. لذلك، يجب عليك معرفة قدراتك ومحاولة تعزيز ثقتك بنفسك، والتخلص من شعور توبيخ الذات.

3- قابل/ي الناس بطرق أخرى

يمكن أن يقودك شعور عدم الرضا عن حياتك إلى حالة من الوحدة التي يمكن أن تتطور إلى شعور بالإكتئاب، والرفض لكل من حولك. لذلك، يمكنك في هذه الحالة التطوع في الجمعيات الخيرية، وتقديم المساعدات للمحتاجين.

ستوفر لك هذه الممارسات شعوراً من الإمتنان والرضا. كذلك، ستمنحك قيمة إضافية لذاتك، بأنك قادر/ة على تقديم المساعدات وزرع البسمة على وجوه الكثيرين.

4-تعلم/ي أشياء جديدة

قد يكون شعور الوحدة ناتجاً عن روتين يومي يحكمه التكرار والملل. لذلك، إن وضع برنامج يومي أو التفكير ببعض المشاريع التي تودّ/ين تحقيقها أمراً مناسباً للتخلص من شعور الوحدة.

ابدأ/ي بتطوير مهاراتك الذاتية. على سبيل المثال، تعلّم الموسيقى، أو اللغات، أو الرياضات المتنوعة… من ناحية أخرى، سيساعدك التفكير في المستقبل على زيادة شعورك بالأمل والحماس.

5- إبتعد/ي عن السلبية

إن الإنسان لا يستطيع العيش بمفرده. فهو دائم الحاجة للتواصل الاجتماعي، عبر إقامة الصداقات والعلاقات العاطفية. ولكن، قد يؤدي التواصل مع أشخاص سلبيين إلى زيادة الشعور بالوحدة.

لذلك، حاول/ي قدر الإمكان الإبتعاد عن أولئك الأشخاص، ومحاولة إنشاء علاقات سليمة مع أشخاص يمتلكون القدرة على تزويدك بالطاقة الإيجابية، الضرورية لتحقيق توازنك النفسي والروحي.

6- مارس/ي التمارين الرياضية

من المعروف أن ممارسة التمارين الرياضية لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية والبدنية في الوقت نفسه. بالمقابل إن ممارسة التمارين الرياضية لا تخفف الشعور بالوحدة بشكل مباشر، ولكنها تساهم في تحسين حالتك المزاجية.

يمكنك ممارسة رياضة المشي على سبيل المثال، في الهواء الطلق. تشير بعض الدراسات إلى أن ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق، من شأنها المساعدة على زيادة نسبة السيروتونين في الجسم. ما قد يخفف مشاعر الإكتئاب، والقلق، والتوتر.

علاوة على ذلك، لا يمكن تحديد أسباب الوحدة بشكل منطقي وعلمي، ولكن ما هو معروف، أن الإنغماس في شعور الوحدة لفترات طويلة قد يؤدي إلى حالة من الإكتئاب، والقلق، واليأس. لذلك، قد يكون التحدّي صعب أحياناً، إلاّ أن الخطوات المذكورة أعلاه، للتغلب على الوحدة، بإمكانها مساعدتك على تحقيق التوازن النفسي المنشود.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى