الأنوركسيا: عندما يصبح فقدان الوزن مرضاً نفسياً
[2023/1/25] واحد من أكثر الإضطربات الغذائية شيوعاً في العالم أجمع، هو مرض فقدان الشهية أو ما يعرف تحت مسمّى ” الأنوركسيا “. ففي ظلّ الإزدحام على متابعة مواقع التواصل الإجتماعي، التي تقدّم بدورها معياراً محدداً للجمال والصورة المثالية، بات الأشخاص، ولا سيّما النساء، يتهافتون على اتباع حميات غذائية دون وعي، لتحقيق هدف الرشاقة والجسم المثالي. في المقابل، ضاعفت السوشيل ميديا حدّة الإضطرابات النفسية، والتي تتمثل بالإكتئاب وانعدام الثقة بالنفس وغيرها… لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن ما هو مرض ” الأنوركسيا “، ما هي أبرز أسبابه وكذلك مضاعفاته، بالإضافة إلى طرق علاجه.
مقالات مرتبطة:
1- ما هو مرض الأنوركسيا؟
قد يبدأ الأمر بفقدان بعض الكيلوغرامات، عبر اتباع حمية صارمة غير صحية، مع ممارسة جملة من التمارين الرياضية بهدف تحقيق هذه الغاية. ولكن، تتحوّل عملية فقدان الوزن هذه، إلى هوس بالسعرات الحرارية، ليصبح الشخص دون الوزن الطبيعي، وبعدها يصاب بعزلة إجتماعية، وعدم المقدرة على التركيز على أيّ شيء، سوى كمية الطعام التي يتناولها.
إذاً، يمكن تعريف مرض فقدان الشهية العصبي على أنه اضطراب غذائي، يحدّ من خلاله الأشخاص عدد سعراتهم الحرارية وكمية الطعام المتناولة. يمتلك الأشخاص المصابون بهذا المرض صورة سلبية عن أجسادهم، بالإضافة إلى الخوف الشديد من اكتساب الوزن. فقدان الشهية إذاً، حالة مرضية خطيرة، لأنها قد تهدد حياة الفرد.
2- ما هي أسباب الإصابة بمرض الأنوركسيا؟
تختلف العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الأنوركسيا. إلاّ أن أغلب هذه الأسباب قد تتمحور حول الإضطربات النفسية الناتجة عن الظروف التي يمّر بها الشخص المصاب، ومدى وعيه. في المقابل، يعتبر المراهقون أكثر عرضة للإصابة باضطراب فقدان الشهية.
- العوامل البيولوجية: على الرغم من أنه لم يتضح بعد بأن للجينات علاقة مباشرة بخطر الإصابة بمرض فقدان الشهية. إلاّ أنه قد يكون وفي بعض الحالات النادرة، تغيّر واضح بالجينات أو الهرمونات تسبب بشكل غير مباشر على علاقة الإنسان بجسمه ووزنه.
- العوامل النفسية: تعتبر العوامل النفسية من أبرز مسببات الإصابة بمرض فقدان الشهية. تتنوع هذه العوامل وتتفاوت تبعاً لسمات الشخصية وسلوكها، أو للظروف المحيطة والمواقف التي يتعرّض لها. على سبيل المثال، قد يعزم بعض الأشخاص على اتباع حميات صارمة رغبة منهم بتحقيق الكمال. كذلك، هناك بعض الأشخاص المصابون بانعدام الثقة بالنفس، والذي يدفعهم إلى عدم تناول ما يكفي من الطعام للوصول إلى صورة جسد تعزز ثقتهم بنفسهم من جديد…
- العوامل الإجتماعية المحيطة: هذه العوامل تندرج ضمن إطار نوعية العلاقة مع المحيط، العائلة، والأصدقاء… إذ تسبب الإضطرابات في مرحلة الطفولة إلى زيادة خطر الإصابة بالأنوركسيا. كذلك، تساهم الضغوطات الإجتماعية التي تركز على صورة محدودة للجمال في مضاعفة هذا الخطر.
3- ما هي أعراض الأنوركسيا؟
تختلف أعراض الأنوركسيا من شخص إلى شخص آخر. كذلك، تتحدد هذه الأعراض حسب مرحلة الإصابة بمرض فقدان الشهية. بعبارة أخرى، تتفاوت الأعراض بين الخفيف والشديد. إذاً، ما هي أبرز هذه الأعراض؟
- الإنشغال الدائم بالسعرات الحرارية.
- ارتداء طبقات كثيرة من الثياب لإخفاء كمية الوزن المفقود.
- التقيؤ بشكل دائم.
- الإمساك المستمر والمعاناة من آلام المعدة.
- النفي بالشعور بالجوع.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل قهري.
- تساقط الشعر بشكل كبير.
- الإغماء.
- الشعور الدائم بالبرد.
- اضطربات في النوم.
- للنساء، عدم انتظام الدورة الشهرية، أو فقدانها.
- تسوس الأسنان.
- ضعف وظائف المناعة.
- نقد الذات وانعدام الثقة بها.
- عدم القدرة على تقييم الوزن بشكل واقعي وواعي.
- المعاناة من أفكار إيذاء النفس التي تصل إلى حدّ الإنتحار.
4- ما هي طرق علاج مرض الأنوركسيا؟
يجب أن يتمّ علاج مرض فقدان الشهية بمجرد التعرف على هذه العلامات التحذيرية. تتحدّد طرق العلاج تبعاً لمستوى خطورة الأعراض. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون العلاج عبارة عن دعم معنوي من قبل المحيط، مع التخفيف من الضغوطات الإجتماعية إذا كانت العواض خفيفة. أمّا في حال العوارض الشديدة، يصبح من الضروري استشارة /أخصائي/ة تغذية لديه/ا خبرة في معالجة هكذا اضطرابات، بالإضافة إلى طبيب/ة ومعالج/ة نفسي/ة.
أخيراً، وبعد الحديث عن ما هو مرض الأنوركسيا. يمكن القول، إن عملية فقدان الوزن يجب أن تكون بداية لأسلوب حياة صحيّ ومتوازن، وليس هوساً لتعويض نقص نفسي ما، أو للوصول إلى صورة مثالية ليست موجودة إلاّ على مواقع التواصل الإجتماعي. لذلك، يجب البحث عن طرق وممارسات صحية، تساعد على تحقيق التوازن النفسي والجسدي في آن معاً.