صحة نفسية

أنا مدمن على العمل! كيف أتجنب ذلك

 [تاريخ النشر: 12 مايو، 2022] تشير الدراسات العلمية، إلى أن الإدمان على العمل يتجسد من خلال متلازمة التفكير في العمل، حتى في أوقات ممارسة النشاطات الترفيهية، عبر مشاعر الإحساس بالذنب. علاوة على ذلك، يتنوع توصيف الإدمان على العمل، فمنهم من يعتبر بأنه حاجة قهرية لا يمكن السيطرة عليها، والبعض الآخر يعتبره حاجة إجبارية تأتي بمعزل تام عن المتعة في أداء العمل. فما الأسباب الكامنة وراء هذا الإدمان، وهل يمكن الحؤول دونه؟ وعليه، سنتناول في هذا المقال كيفية تجنب الإدمان على العمل، حتى لا يقع الإنسان فريسته.  

الأسباب الكامنة خلف الإدمان على العمل:

تتفاوت الأسباب التي تكمن خلف الإدمان على العمل، ومنها:

  • عدم القدرة والرغبة في مواجهة التحديات العاطفية والنفسية. وهذا ما قد يجعل العمل ملاذاً آمناً للهروب بالنسبة لكثيرين.
  • كذلك، قد ينبع الإدمان على العمل من الرغبة في الحصول على التقدير المعنوي من قبل مدراء العمل، والإعجاب من الموظفين.
  • وأخيراً، قد يكون الإدمان على العمل ناتجاً عن الرغبة الجامحة في كسب المزيد من الأموال، أو نوعية الطبع الذي يميل إلى الروتين، أو التردد في التغيير من حالة إلى أخرى.

ما هي أبرز خطوات تجنب الإدمان على العمل؟

إلى جانب خطورة الإدمان على العمل على المستوى الجسدي، يمكن له أن يؤثر على المستويات النفسية والذاتية. إذ إنه قد يسوق الإنسان إلى حالة من التشتت والعزلة الاجتماعية. لذلك، قد يتسائل الفرد ما هي آلية تجنب الإدمان على العمل؟ إليك فيما يلي أهم الخطوات.

1- لا تهمل علاقاتك الاجتماعية مقابل تحقيق النجاح المادي

من أولى الخطوات التي يجب التفكير بها للتخلص من الإدمان على العمل هي إعادة تعريف مفهوم النجاح. إذ يميل المدمنون إلى التفكير بأن العمل يحقق الكمال. وعلى الرغم من أهمية النجاح المهني في تحقيق الاستقرار، إلاّ أنه غير كاف في الوقت نفسه. لذلك، إذا كنت تسعى للحصول على حياة مستقرة يجب عليك النظر جيداً إلى الجانب العائلي والعاطفي وصحتك النفسية والروحية. لا ينبغي أن تتمحور قيمتك الذاتية حول راتبك ومركزك فقط، بل أيضاً حول جودة علاقاتك مع محيطك الإجتماعي. ويجب ألا تنسَّ بأن النجاح يتحدد تبعاً للظروف الشخصية والوعي الفردي.

2- أعد تركيز إنتباهك:

يجدر بك التفكير باللحظة الحالية والإستمتاع بها. علاوة على ذلك، إن تعدد التفكير يؤدي بك إلى التشتت والإكتئاب على المدى الطويل، وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية.

3- غيّر في العادات اليومية:

يساعدك تغيير بعض العادات اليومية على التخلص من شعور الإدمان على العمل. على سبيل المثال، وعوضاً عن الإستخدام المفرط للهواتف الذكية، لمتابعة أمور العمل، يمكنك القيام بما يلي:

  • الذهاب في نزهة مع العائلة أو قراءة الكتب.
  • من ناحية أخرى، تساعدك ممارسة التمارين الرياضية على تحقيق الإسترخاء المنشود، والتخلص من التوترات.
  • كذلك، يمكنك ممارسة رياضة اليوغا والتأمل.
  • وأخيراً، قد تحتاج إلى الحصول على قسط كاف من النوم، لتحسين حالتك المزاجية.

4- وضع برنامج يومي:

يساعدك وضع برنامج يومي في تحديد ساعات العمل بالإضافة إلى ساعات الراحة. كذلك، يساعدك على تحديد الأولويات العملية، بالإضافة إلى تحديد فترات الراحة والإستمتاع بها. إن وضع برنامج يومي من شأنه تحقيق القدرة على الإستمتاع بكل عمل تقوم به، وبالتالي فهم ما تحتاجه على المستويات المادية، والإجتماعية، والنفسية.

5- الرعاية الذاتية والجسدية:

التفت واهتم بنفسك! على سبيل المثال، يمكنك زيارة أحد المتخصصين في التغذية، من أجل اتباع نظام غذائي صحي مليء بالفيتامينات، والمعادن، والألياف… بالإضافة إلى أنه يجدر بك التخفيف من تناول الكافيين والدخان. كذلك، إن ممارسة نشاطات مثل المشي في الطبيعة، يساعدك على التخلص من التفكير الزائد للعمل.

قد ينبع الإدمان على العمل من الرغبة في الحصول على التقدير المعنوي من قبل مدراء العمل،

دراسات

6- ضع منبهاً للعمل:

قد تبدو الفكرة بسيطة، لكنها في غاية الأهمية. ضع من خلال هاتفك المحمول، منبهاً ينذرك بضرورة إنهاء كل أعمالك، والتوقف عن كل ما يتعلق به. ومن ثم، عليك إطفاؤه والتوجه إلى ممارسة حياتك بشكل طبيعي، وعدم التفكير بكل ما يختص بالعمل.

7- لا تفكر بالعمل وأنت خارجه

من الضروري جداً أن تعمل على فصل حياتك المهنية عن حياتك الشخصية، لذلك وأنت جالس في أحد المقاهي مع الأصدقاء مثلاً، لا تفكر بمجموعة النقاط التي عليك إنجازها في اليوم التالي. فقط استمتع باللحظة، واعرف أن اليوم التالي، وأثناء الدوام، سوف تنهي كل ما عليك.

8- أغلق هاتفك إذا أمكن

إذا أمكن ذلك، سيكون أمراً عظيماً. حاول عل الأقل، ألاَّ ترد على مكالمات أي من زملائك، أو مدرائك، خارج دوام العمل، لأن ذلك سوف يجعلهم يعتادون على فكرة أنك متاح في أي زمان ومكان، وستلاحقك المشاغل خارج الدوام. إن لم يكن ذلك ممكناً، عليك أن تضع آلية تجعلهم يحترمون خصوصيتك، من خلال تخصيص أوقات للتواصل معك.

إن تجنب الإدمان على العمل ليس سهلاً وتحديداً في وقتنا هذا، حيث تزداد الضغوطات على المستويات كافة. ولكن، من المهم معرفة ما هي أولوياتك، ومحاولة الإطلاع الدائم على رغباتك وسبل تحقيق راحتك الجسدية والنفسية. وأخيراً، قد يكون الحصول على وظيفة جيدة والإستمتاع بها أمراً مهماً، ولكنه غير كاف بالتأكيد، إذا لم يتم إعطاء أهمية للجوانب الحياتية الأخرى. ولا تنسَّ بأن الإدمان على العمل يمكنه أن يؤدي بك إلى حالة من عدم الثقة بالنفس، أو الإكتئاب.


ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى