كيف نتخلص من شعور اللاجدوى؟
[2022/12/22] راج مصطلح ” اللاجدوى “، في أوروبا قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، والذي كان قد مهد له الفيلسوف الفرنسي ” ألبير كامو “، رائد المدرسة الوجودية. الإغتراب الإنساني وفقدان المعنى، يجسدان معنى اللاجدوى في عالمنا المعاصر، المثقل بالتعقيدات الحياتية والصخب الفكري، التي تجعل من شعور الإنسانية شعور غير مجدي وعدمي. بالطبع نحن لسنا في صدد الحديث عن المقاربات الفلسفية لمصطلح اللاجدوى. ولكن، ما يراد الحديث عنه، هو كيف نتخلص من شعور اللاجدوى، الذي يقودنا إلى اليأس والإحباط.
مقالات مرتبطة:
اللاجدوى: فقدان المعنى والفراغ المدقع!
أصبحت الإفتراضية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نتصفح مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مستمر. هذه الإفتراضية، جعلت من الإنسانية عاجزة عن التماهي مع الجوهر الحقيقي لتفاصيل الحياة اليومية. بعبارة أخرى، أنت تتابع/ين أناساً لست على تواصل مباشر معهم، وتتأثر/ين بهم بشكل يدفعك إلى مزيد من التخبطات والمضاعفات النفسية. ستؤدي هذه المشاعر المختلطة مع الوقت إلى حالة من اللاجدوى والفراغ. إذاً، كيف يمكننا تعزيز ثقتنا بأنفسنا من جهة، والإبتعاد عن هذا الشعور غير المجدي من جهة أخرى.
1- تحدث/ي بلطف مع نفسك
عندما تتعرض/ين إلى سلسلة من خيبات الأمل والإحباط على مستويات حياتك كافة، تبدأ الأفكار السلبية بالسيطرة على ذهنك، فيصبح تفكيرك أكثر سوداوية. هذه السوداوية المفرطة ستؤدي حتماً إلى تغيرات حادّة في نظرتك إلى ذاتك. عندها سيؤثر تعاملك مع نفسك على مسار حياتك بأكمله. لذلك، وعندما تشعر/ين بأنك فقدت المعنى والشغف في إنجاز مهامك، يجدر بك الحديث مع نفسك بشكل ألطف وأكثر إيجابية. إن التدريب على التحدث مع ذاتك بشكل إيجابي، يدفعك حتماً إلى تقدير معنى الإنسانية وأهمية وجودها.
2- قدم/ي المساعدة للآخرين
لا تتحدد القيمة الإنسانية بالحياة المادية. وإنما يكمن جوهر الإنسانية في قدرتها على تقديم الدعم للآخرين. فالحياة قائمة على التواصل. لذلك، عندما تشعر/ين بشعور اللاجدوى والفراغ، وبأنك منعدم/ة القيمة. يمكنك التأمل جيداً بالأشخاص المحيطين بك، وتقديم لهم المساعدة والنصائح الحياتية. سيؤدي هذا التصرف حتماً إلى إعطائك قيمة، وبالتالي تعزيز الإستشعار بماهية الإنسانية ودورها.
3- الإمتنان ثم الإمتنان
من الأسباب الشائعة لعدم الشعور بالقيمة الفردية هي العقلية القائمة على مبدأ المقارنة، والتي ساهمت في تعزيزها أيضاً مواقع التواصل الإجتماعي. لذلك، وبدلاً من الحكم على أنفسنا وفقاً لمعايير الآخرين، يجب أن نتعلم أن نكون ممتنين لكل ما لدينا من نقاط قوة ونقاط ضعف. علاوة على ذلك، يجب أن تتذكر/ي دائماً، بأنه لا يوجد ما يسمى المثالية والسعادة المطلقة.
4- تعلم/ي مهارات جديدة
إن ما يميز الإنسان على الكائنات الأخرى هو فكره. بعبارة أخرى، يحدّد الفكر ماهية الإنسانية وجوهرها. لذلك، يجب أن يكون الإنسان تواق إلى التعلّم والإكتساب طيلة فترة حياته، ويجب أن يعي أيضاً أن المثالية ليس لها أي وجود، وأنه متبدل ومتغير حسب الظروف المحيطة. إذاً، وعندما تشعر/ين بعدم القيمة، جرب/ي اكتساب مهارات جديدة مع تطوير مهاراتك السابقة، وستلاحظ/ين حتماً بأن شعور اللاجدوى سيبدأ بالتلاشي بشكل تدريجي.
5- تذكر/ي أن الحياة بسيطة
منذ بداية وجود الإنسان على هذه الأرض، وهو في سعي دائم إلى فهم ماهية وجوده وعلاقته بكل ما يجري من حوله. تؤثر هذه الظروف على صحة الإنسان النفسية، وعلى معتقداته ومبادئه. ولكن، تذكر/ي دائماً بأن الحياة تكمن في اللحظة الراهنة، وليس في الماضي والمستقبل. كذلك، اعرف/ي جيداً بأن الحياة ستمرّ بطريقة أو بأخرى. لذلك، حاول/ي دائماً أن تفكر/ين باللحظة الحاضرة، ليتمّ تخليدها في الأذهان.
أخيراً، وعندما نطرح على أنفسنا سؤال: كيف نتخلص من شعور اللاجدوى؟ يجب أن ندرك أهمية العوامل الخارجية التي تؤثر على مسار شخصيتنا. قد ينتج شعور اللاجدوى أحياناً من الطفولة المضطربة، أو من التعرض لصدمة مدوية، أو الشعور المستمر بالإحباط واليأس. ولكن، على الرغم من كلّ الصعوبات التي يمرّ بها الإنسان، وكلّ المتناقضات التي تشكل شخصيته، هناك ممارسات كثيرة وبسيطة من شأنها تعزيز القيمة الإنسانية.