صحة نفسية

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة

[23/2/23] نحن نعيش في بقعة جغرافية، تتعرض منذ قرون بعيدة إلى سلسلة من الصراعات السياسية، الأيديولوجية والتي أثرت بطريقة مباشرة وغير مباشرة على صحتنا النفسية. مجاعات، حروب، إنفجارات، وكوارث طبيعية… كان لها دور فعّال في زيادة حدّة الإضطرابات النفسية في عالمنا العربي. من ضمنها اضطراب ما بعد الصدمة. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن ما هو اضطراب ما بعد الصدمة: عوارضه، أسبابه، وطرق علاجه.

مقالات مرتبطة:

1- ما هو تعريف اضطراب ما بعد الصدمة؟

يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد تعرّض الفرد لحدث صادم ومرعب، ما قد يجعله يشعر بالخوف والعجز. قد يسبب هذا الحدث مخاطر كثيرة، لفترة زمنية طويلة تتمثل بالقلق والتوتر. تشير بعض الدراسات إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على ما يقارب من 7 إلى 8% من سكان العالم، وتحديداً النساء. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة بشكل سلبي على حياة الشخص، إلاّ أن اتباع العلاج المناسب يساعد الشخص المصاب على التعافي.

2- ما هي أسباب اضطراب ما بعد الصدمة؟

كما أشرنا سابقاً، إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة ينتج عن التعرض لصدمة، بما في ذلك التعرّف على أحداث مؤلمة أو مشاهدتها. من ضمن هذه الأسباب:

  • الحروب.
  • الإعتداءات الجنسية.
  • سوء المعاملة والإهمال.
  • الكوارث الطبيعية.
  • حوادث السير.
  • مشاهدة العنف والموت.
  • الإصابة الشديدة.

3- الأعراض الناتجة عن الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن أن يعطل اضطراب ما بعد الصدمة أنشطتك اليومية وقدرتك على العمل. كذلك، يمكن أن يساهم التواجد في مكان الحدث، بإثارة الخوف من جديد واستذكار الفاجعة بكلّ تفاصيلها. ضمن السياق نفسه، سنذكر بعض الأعراض التي تشير إلى إصابتك باضطراب ما بعد الصدمة، والتي غالباً ما يتمّ تقسيمها إلى خمس مراحل.

التداخل:

من أبرز أعراض اضطراب ما بعد الصدمة هو التداخل، والذي يتحدّد باسترجاع الذكريات المتعلقة بالحدث مراراً وتكراراً. كذلك، عبر رؤية الكوابيس ليلاً المتعلقة بالحدث.

التجنب:

نقصد بعبارة التجنب، هو تجنب التواجد مع الأشخاص أو في الأمكنة التي تذكر المضطرب/ة، بالحدث الأليم الذي عايشه سابقاً.

الإثارة والتفاعل:

يمكن اختصار هذا العارض بصعوبة في التركيز، أو الشعور الدائم بالتوتر والتهيج، بالإضافة إلى حدوث نوبات من الغضب.

تقلّبات حادّة في المزاج:

تتحدد هذه التقلبات المزاجية الحادّة، من خلال الأفكار السلبية أو إلقاء اللوم الدائم على النفس. بالإضافة إلى انخفاض الإهتمام بالأنشطة الإجتماعية والشخصية. كذلك، يعاني المصابون باضطراب ما بعد الصدمة بنوبات من الهلع والإكتئاب.

النسيان:

يحاول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يتجاوزوا آلامهم عبر النسيان بشكل مستمر، مع تجنب الحديث عن الحدث الذي سبب لهم الخوف الشديد.

بعض الأعراض الأخرى

  • الشعور بالذنب والخجل.
  • الأفكار المتطفلة.
  • عدم الإهتمام بنفسك وبرغباتك.
  • الإنعزال.
  • الكوابيس.
  • اضطرابات في النوم.
  • اضطرابات غذائية.
  • أفكار إنتحارية.
  • تعاطي المخدرات.
  • المعتقدات السلبية عن الذات.

4- ما هي أفضل طرق للعلاج؟

تتحدد طريقة وفترة العلاج حسب شدّة عوارض الإضطراب. قد يكتفي الشخص أحياناً بالعلاج ” السلوكي والمعرفي “، والذي يساعد بدوره على تغيير أنماط التفكير السلبي والتخلّص منها. ولكن، قد يحتاج العلاج أحياناً إلى تناول بعض الأدوية كمضادات القلق والإكتئاب. والتي تحتاج إلى استشارة طبية.

أخيراً، وبعد الحديث، باختصار، عن ما هو اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن القول، إن الإنسان معرّض دائماً إلى الأحداث المأساوية التي تؤثر بشكل سلبي على صحته النفسية. لذلك، يجب أن يعي جيداً أهمية استشارة طبيب مختصّ لمعالجته والمحافظة على توازنه الإجتماعي والذاتي.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى