حياة صحية

لتقوية الذاكرة: إليك 10 خطوات

[ آخر تحديث: 23/2/23] لا أريد أن أفقد ذاكرتي. ولا أريد أن أعيش في غياهب النسيان، وأصبح كالمركب الفارغ تماماً، يمضي وكأنه لا يمضي. هكذا أصبحت المحاضرة والأستاذة الجامعية ” Alice “، التي قامت بأداء دورها الممثلة الأميركية جوليان مور، في فيلم ” Still Alice “. عام (2014). فهل جربت أن تتخايل نفسك دون ذاكرة؟ بالإضافة إلى ذلك، عندما تمضي سنون الحياة ويتقدم بنا العمر، تزداد المخاوف من فقدان الذاكرة والذكريات، والتجارب، والحنين، والطفولة، واللاوعي. وعلى الرغم من التقدم العلمي، إلا أن مرض الألزاهايمر، لم يجد العلماء له حلاً طبياً بعد. لكن، ولإن الدماغ يعمل على تنظيم وظائف الجسم المتعددة، ويفسّر المعلومات الحسية، بالإضافة إلى أنه مقرّ الذاكرة، ينصح العلماء والخبراء باتباع بعض الخطوات، التي من شأنها تقوية التركيز، وتقليل خطر الإصابة بالنسيان. لذلك، سنتناول في هذا المقال، تمارين تقوية الذاكرة.

مقالات مرتبطة:

بعض الحقائق خطيرة بالفعل. تشير دراسة من الولايات المتحدة الأميركية، قامت بإعدادها  (Alzheimer’s Association)، إلى أن واحداً من أصل ثلاثة مسنين، يموتون مع الأزهايمر. وهي نسبة تفوق نسبة ضحايا سرطان الثدي. كما تؤكد الدراسة، وجود حوالي 6 ملايين شخص، يعانون من الألزهايمر في عام 2021. ولكن، قبل كل شيئ لا بد من الإشارة إلى أننا لسنا بصدد الحديث عن الـ ” Alzheimer “، أو الـ ” Dementia “،  والأسباب التي لا يمكن حصرها. بل، للحديث عن تمارين تقوية الذاكرة، التي من شأنها تخفيف شبح النسيان.

ما هي أبرز تمارين تقوية الذاكرة؟

قبل الشروع في الحديث عن تمارين تقوية الذاكرة، لا بدّ من التأكيد على أهمية تدريب الدماغ لتحسين نشاط الذاكرة، والقدرة على التركيز على الوظائف اليومية، خاصة مع التقدم في العمر، وذلك بأسهل وأفضل الطرق. لذلك، ما هي أبرز التمارين العقلية، والحسية التي تساعدك على تقوية الذاكرة؟

1- التأمل

ما يمكن أن تدركه خلال التأمل لن تستطيع إدراكه في وقت آخر! بعبارة أخرى، يتضمن التأمل تمارين عقلية وحسية، تعمل على تركيز الإنتباه بطريقة هادئة ومنضبطة، وتساعدك بدورها على إدراك مزيج من المشاعر والأفكار، التي تؤدي إلى تحسين التركيز، وإبطاء شيخوخة الدماغ، وزيادة قدرته على معالجة المعلومات.

2- ممارسة الألعاب الذهنية

تتنوع الألعاب الذهنية، بين ” الشطرنج “، و ” البازيل “، وغيرهما. ضمن السياق نفسه، سواء كنت تقوم بتجميع صورة مكونة من 1000 قطعة لبرج إيفل، أو 100 قطعة لميكي ماوس، سيكون أمراً جيداً لتقوية عقلك. كذلك، أظهرت بعض الأبحاث بأن الألعاب الذهنية تعمل على مكافحة الشيخوخة الإدراكية، والبصرية، والمكانية.

بعبارة أخرى، عند تركيبك للعبة ” البازيل “، يجب عليك النظر في القطعة الصغيرة، ومن ثم تصوّر مكانها في الصورة الأكبر، مما يعمل على تحدّي الدماغ، وبالتالي تمرينه.

3- إجراء الحسابات

يمكنك خلال النهار، أن تعمل على تحفيز دماغك من خلال جمع وطرح الأرقام في ذهنك. حتى أنه يمكنك إجراء حسابات منزلك، وجمع معاشك التقاعدي، أو الشهري.

4- الرقص

قد تتعجب بأن الرقص يعتبر من الطرق الفعالة في تنشيط الذاكرة. ولكن تلاحظ بعض مراكز الوقاية من الأمراض، بأن تعلّم حركات رقص جديدة، يمكن أن يزيد من سرعة معالجة الذاكرة والدماغ، من خلال تكرار ممارسة الحركات نفسها. على سبيل المثال، يمكنك التسجيل في دروس ” السالسا “، و ” الهيب هوب “، أو حتى الرقص المعاصر ، أي الرقص التعبيري. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تعلم الرقص في البيت عبر مشاهدة مقاطع على يوتيوب.

5- استخدم كافة حواسك

يشير تقرير بحثي صدر عام 2015، إلى أن استخدام جميع الحواس في الوقت نفسه، يمكن أن يعمل على تقوية الدماغ وتعزيز الذاكرة. ضمن السياق نفسه، حاول أن تمارس/ي الأنشطة التي تفعّل جميع حواسك في الوقت نفسه.

على سبيل المثال، يمكنك تجربة وجبة طعام جديدة، في مطعم جديد، حيث يمكنك زيادة التركيز عبر استخدام حواس الشم، واللمس، والتذوق، والنظر في الوقت نفسه. كما يمكنك، ممارسة رياضة نط الحبل، التي تجمع بين عنصرين أساسيين وهما: جسدك، وعقلك.

6- تعلم الحياكة، أو الموسيقى، أو اللغات

يعتبر تعلّم المهارات واحداً من أفضل تمارين تقوية الذاكرة. إلى جانب أنه يجعلك تستمتع/ين بوقتك الفارغ، ويساعدك في اكتشاف جوانب عديدة في شخصيتك. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات، أن تعلّم مهارة جديدة يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة الذاكرة، وتحديداً لدى كبار السن. هناك مهارات عدّة يمكنك تعلمها في وقت الملل. على سبيل المثال، العزف على آلة موسيقية، أو تعلّم لغات جديدة…

7- ممارسة وظيفة التعليم

إذا كنت تمتلك/ين مهارة معينة. على سبيل المثال، الحياكة والعزف أو الرسم. أو إذا كنت من المتخصصين/ات في أحد المجالات العلمية أو الأدبية. يمكنك نقل خبراتك عبر التعليم للأشخاص الآخرين. هذا ما قد يساعدك على تعزيز قدراتك العقلية، وبالتالي تمرين الذاكرة بشكل فعال.

8- الحصول على قسط كاف من النوم

على الرغم من أن النوم ليس تمريناً، إلاّ أنه يعمل بطرق غير مباشرة على تنشيط الذاكرة، وتحسين وظائف الدماغ. ضمن السياق نفسه، يحتاج معظم البالغين/ات ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة. كذلك، تشير دراسة أجريت عام 2015، بأن النوم يعمل على تنشيط الذاكرة، وذلك من خلال مكافحة التعب الذهني، وتنظيم التمثيل الغذائي. لذلك، فإن التأكد من الحصول على قسط كاف من النوم، هو خطوة في غاية الأهمية في سبيل الحفاظ على صحة الدماغ.

9-استرجاع شريط يومياتك

عند ذهابك إلى الفراش، يمكن إجراء التمرين التالي. إبدء/ئي باسترجاع ما حصل معك خلال النهار، لتستعيد/ي ذكريات اليوم، وما حصل فيه من تفاصيل. من التقيت؟ مع من تحدثت؟ ما الأغراض التي تبضعتها؟ ما الذي جعلك غير سعيد/ة؟ وهكذا يمكنك تقوية الذاكرة من خلال استرجاع نهارك، وما حدث فيه.

10- المطالعة والقراءة

لا بد من قراءة بعض الكتب الجديدة التي لم تقرأها بعد. أو ربما يمكن لك أن تقرأ/ي كتباً قديمة موجودة في المنزل. إن للقراءة دوراً كبيراً في المحافظة على الذاكرة، وتنشيطها، وتقويتها. يمكنك قراءة كتاب مسرحية ” البخيل “، للكاتب الفرنسي الشهير موليير. أو حتى بعض القصص لآغاتا كريستي مثلاً.

وأخيراً، بعد استعراض بعض من تمارين تقوية الذاكرة، والتي يمكنك اعتمادها يومياً للمحافظة على صحة دماغك. لا بدّ من الإنتباه دائماً إلى أن الذاكرة هي المحور الذي تدور فيه كل المعطيات المتعلقة بالإنسان، على المستوى العاطفي، والنفسي، والعلمي.

ريان كحيل

أعمل في مجال الترجمة والتدقيق. مهتمة بمجال البحث عن مواضيع العلم والمعرفة وأعلام الفكر. أسعى لتطوير خبراتي في هذا المجال. حالياً، أحضر لنيّل شهادة البكالوريوس في الترجمة والتعريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى