كيفية التخلص من الشعور الدائم بالذنب
[7 أغسطس، 2022] يصعب علينا تحديد مفهوم الشعور بالذنب، ولكننا نشعر به جميعاً في أحيان كثيرة. قد تشعر بالذنب أحياناً نتيجة بعض الأخطاء التي اقترفتها، أو بسبب بعض العبارات التي رددتها. بالإضافة، إلى أن شعور الذنب قد يترافق مع الصراعات الإنسانية. بعبارة أخرى، يمكن لأفعالك و أفكارك أن تتنافى تماماً مع ثقافة المحيط والمجتمع. قد يكون الشعور بالذنب أمراً إيجابياً في بعض الأوقات. ولكنه، قد يتحوّل إلى مرض نفسي يصعب التغلب عليه. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن كيفية التخلص من الشعور الدائم بالذنب.
مقالات مرتبطة:
1- الشعور الدائم بالذنب : تروما مدمّرة
قد يساهم الشعور بالذنب، في بعض الأحيان، في اتخاذ قرارات صائبة في حياتك من النواحي الأخلاقية. كذلك، يساهم الشعور بالذنب، على التخلص من المشاعر السلبية التي راودتك عند اتخاذ قرار أو تصرف خاطئ. ومع ذلك، فإن الشعور المفرط بالذنب، يمكن أن يؤدي إلى هواجس القلق، والميول الإكتئابية التي تؤثر أيضاً على الصحة الجسدية. إذ، يتشابك الشعور بالذنب مع اضطرابات أخرى. على سبيل المثال، اضطراب الوسواس القهري والإكتئاب…
2- ما هي عوارض الشعور الدائم بالذنب؟
يوصف الشعور بالذنب على أنه شعور بالوعي الذاتي، والذي يتضمن بدوره تقييمات سلبية للذات ومشاعر الضيق والفشل. يشمل عوارض عديدة. سنستعرض أبرزها:
- القلق.
- البكاء.
- الأرق.
- الندم.
- التفكير بأخطاء الماضي.
- الإكتئاب والتوتر.
- اضطرابات في النوم.
- صعوبة في التركيز.
- العزلة الإجتماعية.
- التوبيخ الدائم للنفس.
3- الأسباب الكامنة خلف الشعور الدائم بالذنب
قبل أن تتغلب على الشعور الدائم بالذنب. يجب عليك أن تعي مصدره والأسباب الكامنة خلفه. من أبرز هذه الأسباب:
القلق: إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من القلق الدائم، فقد تكون أكثر عرضة لتروما الشعور الدائم بالذنب.
تجارب الطفولة: إن التعرض للعنف الدائم في مرحلة الطفولة، يعرضك إلى الإعتقاد بأنك دائماً على خطأ. وهذا من شأنه أن يخلق عقدة الشعور الدائم بالذنب.
الثقافة: إذا وجدت نفسك تقوم ببعض الأشياء التي تتعارض مع الأعراف المجتمعية السائدة. فقد تشعر بالذنب حتى لو لم تعد تؤمن بهذه المعايير أو تدعمها.
الضغوطات الإجتماعية: إذا شعرت أن أشخاصاً آخرين يحكمون على تصرفاتك التي فعلتها، فربما قد تشعر بالذنب إلى درجة مفرطة.
النجاة من كارثة: غالباً ما نجد أن الذين ينجون من كارثة إنسانية ما، يصيبهم ما يعرف تحت مسمى ” اضطراب ما بعد الصدمة “، والذي يحمل في طياته عقدة النجاة.
4- كيفية علاج الشعور الدائم بالذنب
من المهم الحصول على المساعدة من أجل حماية الصحة العقلية ونوعية الحياة. لذلك، إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من أعراض الشعور بالذنب، هناك خطوات عديدة يمكنك اتباعها للتخلص منه. أو إستشارة طبيب مختصّ.
4.1- عادة صياغة الموقف
إذا وجدت نفسك أنك تفكر فقط بالمشاعر السلبية، فيجب عليك التفكير بطريقة مغايرة. بعبارة أخرى، حاول أن ترى الأمور من منظور أكثر إيجابية وتحفيزية. عوضاً عن الشعور بالذنب، يمكنك إيجاد طريقة للتخلص من الأفكار السلبية. على سبيل المثال، يمكنك طرح بعض الأسئلة على نفسك. هل هناك عوامل أخرى لعبت دوراً؟ ما الذي يمكنني فعله بشكل مختلف في المستقبل؟
4.2- سامح نفسك
يمكن أن يكون تعلّم كيفية مسامحة الذات، أداة مهمة للتخلص من الشعور بالذنب. إن مسامحة النفس، لا تعني بتاتاً التخلي عن نفسك إذا قمت بارتكاب خطأ ما، أو تسببت في ضرر لشخص ما. بدلاً من ذلك، حاول استيعاب ما قمت بارتكابه، وإصلاحه دون اللوم الدائم للذات. واقنع نفسك بأن كل شيء يمكن أن يسير على ما يرام.
4.3- تحدث لشخص تثق به
قد تكون مشاركة مشاعرك مع صديق مقرب، أمراً مفيداً في غالب الأحيان. إذ، يمكن أن يلعب الدعم الإجتماعي دوراً مهماً في كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة والتخلص منها. لذلك، من المهم أن تحافظ على علاقتك مع الأصدقاء والأحباء.
4.4- تعلّم من الماضي
بالطبع لا يمكننا إصلاح جميع المواقف التي مررت بها. لذلك، وعوضاً عن التفكير بما حدث في الماضي وبالمواقف الخاطئة التي اتخذتها. قمّ بتشريح هذا الماضي والتعلّم منه، تفادياً لبعض الأخطاء التي يمكن أن تحدث في المستقبل.
4.5- ركّز على الإمتنان الدائم
من الشائع أن تشعر بالذنب نتيجة حاجتك إلى المساعدة، عندما تتعامل مع تحديات عاطفية أو ضغوطات حياتية. ولكن، قبل التفكير فقط بالأمور السلبية التي تجعلك تشعر بالذنب. ركّز على الجوانب الإيجابية في حياتك، التي تجعلك تشعر بالإمتنان.
من الطبيعي أن نشعر بالذنب نتيجة التصرفات الخاطئة التي نقدم عليها أحياناً في لحظات الغضب، أو الضعف، أو اليأس. ولكن، هذا لا يعني أن نقف عند هذا الوضع. وذلك، لأن الشعور بالذنب قد يتحول إلى تروما نفسية، تسوق المرء إلى تعاطي مضادات الإكتئاب والقلق التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان. لذلك، إلى جانب معرفة كيفية التخلص من الشعور الدائم بالذنب المذكورة أعلاه، يمكنك الذهاب إلى معالج نفسي والتحدّث معه بكل شفافية.