صحة نفسية

كيفية تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية

[2023/1/17] يعدّ الغضب شعوراً فطرياً متأصلاً بالطبيعة الإنسانية منذ وجودها على هذا الكوكب. غالباً ما يكون الغضب أشبه بعاطفة يصعب السيطرة والتحكم بها. ولكن، قد يصبح هذا الغضب سبباً وجيهاً لتعزيز التوازن الإنساني، وتغيير مفاهيمك الحياتية نحو الأفضل. إلاّ أن هذا الأمر لا يتحقق، إلاّ إذا كنت من الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى وعي كبير، يمكنهم من إدارة مستويات غضبهم. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن كيفية تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية.

مقالات مرتبطة:

” الغضب “: أصل الشرور الإنسانية

عندما تشعر/ين بالغضب، فأنت تمرّ/ين بخمس مراحل أساسية. بداية الغضب، زيادة الغضب، شدّة الغضب، والتشويش، بالإضافة إلى الإعتذار. يمكن أن يتحول شعور الغضب، إلى مشاعر مكبوتة ونوبات عنيفة، تؤثر بشكل سلبي على مسار الإنسان، ونظرته اتجاه نفسه واتجاه كلّ ما يدور حوله. بالإضافة إلى أنه يزيد من مستويات الطاقة السلبية التي تضرّ بك وبمحيطك في آن معاً. لذلك، من الضروري، وعند الشعور بالغضب، التفكير جيداً بعواقبه على النفوس، مع المعرفة التامّة بأن هذا الغضب، قد يصبح طاقة إصرار تسوق الفرد إلى تحقيق السلام الداخلي والتصالح الشخصي.

1- اعرف/ي سبب غضبك

لا يأتي الغضب من فراغ. بعبارة أخرى، قد يكون الغضب نتاج تراكمات وضغوطات حياتية مكبوتة، لفترة زمنية طويلة. لذلك، من أولى الأشياء التي يجب التفكير بها، هي معرفة الأسباب المؤدية لشعور الغضب. عندما تتضح أمامك المشكلة التي تجعلك غاضباً على الدوام، سيصبح بإمكانك معالجة المشكلة وحلّها من جذورها، وبالتالي تحويل هذا الشعور اللامنطقي، إلى شعور موضوعي وعقلاني.

2- ابحث/ي عما يمكنك تغييره

يمكن أن يكون الغضب حافزاً للتقدم في أحيان كثيرة. على سبيل المثال، إذا كان غضبك ناتجاً عن الإحباط المتكرر في حياتك المهنية، العاطفية، وحتى العائلية. فهذا سيكون بمثابة دافع كبير، لإجراء بعض التغييرات بمفاهيمك الحياتية، وطريقة تعاملك معها. لذلك، وبعد تحديد المشكلة، سيتحتم عليك إجراء بعض التحولات الضرورية التي تجعل هذا الغضب أداة واضحة للتعلم من التجارب السابقة والماضي الأليم.

3- اصنع/ي شيئاً مختلفاً

من الطرق الرائعة التي تساعدك على التخلص من الغضب مع تحويله إلى طاقة إيجابية، هي التركيز على الممارسات الإبداعية. سواء كان هذا من خلال الطهي، الرسم، الكتابة، أو العزف على آلة موسيقية… ضمن السياق نفسه، تشير الأبحاث إلى أن ابتكار أي شيء إبداعي من خلال الغضب، يساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك. لذلك، وعوضاً عن اللجوء إلى المسكنات ومضادات الإكتئاب والقلق، مارس/ي بعض المهارات الإبداعية والذهنية.

4- حوّل/ي غضبك إلى دافع

تعدّ هذه الخطوة من أصعب الخطوات لمكافحة الغضب والتخلص منه. قد يتطلب منك الأمر مستوى عالياً من التركيز، لتحويل شعور الغضب هذا، إلى دافع، يساعدك على تحقيق أهدافك المتعددة. إذاً، وعوضاً عن الغوص في تخبطات الماضي، وإلقاء اللوم على الظروف، أو مراقبة الآخرين، حدّد/ي نقاط الضعف التي تجعلك غاضباً/ة وابدأ/ي بتحويلها إلى دافع يشعرك بالطاقة الإيجابية.

5- حسّن/ي لياقتك البدنية

عندما تشعر/ين بالغضب، سيكون الخروج من المنزل وممارسة تمرين الجري أو المشي في الطبيعة كفيلاً بضبط هذا الشعور والتخفيف منه. وكما نعلم، إن الرياضة طريقة جيدة للتخلص من الضغوطات اليومية، ووسيلة فعالة في تحقيق الإسترخاء عبر تعزيز إفراز هرمون ” الأندروفين “، الذي يساعد بدوره على تحسين الحالة المزاجية.

6- طوّر/ي مستوى المنظور

عندما تشعر/ين بأنك فقدت السيطرة على شعور الغضب. حاول/ي أن تتوقف/ين للحظة وتسأل/ين نفسك السؤال التالي: ” هل سيكون هذا الأمر مهماً بعد انقضاء عام “؟ عندما تتأمل/ين هذا السؤال ستجد/ين نفسك قادر/ة على تحديد إن كان هذا الأمر يستحق كلّ هذا الغضب أم لا.

7- لا تتذمر/ي من واقعك

واحدة من أشهر أقوال الكاتب الألماني  يوهان غوته: ” أول ما نلمحه بالأشخاص المتميزين، هو قدرتهم على أن يضعوا حدوداً لأنفسهم “. لذلك، إذا كنت تريد/ين أن تحافظ/ي على هدوئك، فيجب عليك تقبل المعطيات والظروف التي لا يمكنك تغييرها من جهة، مع ضرورة إيجاد آلية للتأقلم مع هذه الظروف من جهة أخرى. وبهذا، ستصبح/ين قادر/ة على تحويل هذا الغضب الناتج عن عدم الرضا بالواقع، إلى طاقة إيجابية وتحفيزية.

8- قراءة الكتب

قد يكون لقراءة الكتب، تأثير كبير على إدارة النفس البشرية، وعدم انزلاقها إلى الغضب. لأن الاطلاع على الكتب، سيجعل الإنسانء هادئاً، ومثمراً، ولديه بعدُ نظر كبير، ورؤية جديدة للحياة.

أخيراً، وبعد الحديث عن كيفية تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية. يمكن القول، إن الغضب شعور فطري ينتج عن مسار التخبطات الحتيمية التي تمرّ بها الإنسانية. الغضب ليس مشكلة، ولكن المشكلة هي عدم القدرة على السيطرة على هذا الغضب، الذي يمكن أن يسبب مضاعفات نفسية تهدد سلوك الفرد، وتوازنه الذاتي.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى