تأثير مشاهدة الفيديوهات القصيرة على نفسيتنا
[23/5/1] بينما تنتظر/ي تجهيز الطعام، أو عندما تذهب/ين في الصباح الباكر إلى عملك، أو في الوقت الذي يسبق النوم، تبدأ/ين بمشاهدة الفيديوهات القصيرة أو ما يعرف اليوم تحت مسمّى ” الريلز “، للتخلص من شعور الملل، الفراغ، والإنتظار. بعد حين، تجد/ي أن الوقت مرّ سريعاً، وأنت ما زلت تشاهد/ين هذه الفيديوهات التي تمرّ أمامك بشكل عشوائيّ، والتي غالباً ما تتناول مواضيع مختلفة عن بعضها البعض. مما لا شك فيه، أن هذه الظاهرة ازدادت في الآونة الأخيرة. إلاّ أن سلبياتها تتخطى مجرّد تمرير الوقت. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن تأثير مشاهدة الفيديوهات القصيرة على صحتنا النفسية.
مقالات مرتبطة:
- تسليع الذات على السوشيل ميديا: مرحلة متقدمة من الإنحدار الإنساني
- 10 بدائل مفيدة للإستغناء عن السوشيل ميديا
المتعة السريعة مقابل الخمول والفوضى الفكرية!!!
من منّا لا يشاهد الريلز يومياً، ولو لفترة قصيرة؟ أصبحت السوشيل ميديا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وذلك، بسبب قدرتها على الدخول في المجالات الحياتية كافّة، ولا سيّما الجوانب المهنية.
في المقابل، تستمر منصات التواصل الإجتماعي بتقديم الميزات لمستخدميها، للحفاظ على مستويات جيّدة من التفاعل. من ضمن هذه الميزات، الفيديوهات القصيرة، التي أصبحت قابلة للمشاركة والإستهلاك بسهولة.
نعم، نحن إذاً أمام استهلاك مفرط وفاضح للوقت، لمليء أنواع معقدة وبسيطة من الفراغ في الوقت نفسه! إذاً، كيف تؤثر هذه الممارسة اليومية على حياتنا الجسدية، النفسية، والإجتماعية؟
1- الإهدار المفرط للوقت
في البداية، قد تجد/ي بأن تمرير الوقت بمشاهدة الفيديوهات القصيرة، من الممارسات المثيرة والمسلية. لكن، قد تتحول هذه الممارسة بعد فترة إلى إدمان واضح. بعبارة أخرى، يصبح من الصعب عليك السيطرة على الفترة الزمنية، التي تقضيها في مشاهدة الريلز، والتي قد تمتد إلى ساعات طويلة في أحيان كثيرة.
لذلك، حاول/ي ممارسة بعض الأنشطة التي تعطي وقتك قيمة، لأن استثمار الوقت بشكل صحيح، من أولى الخطوات التي تحقق التوازن الحياتي.
2-التقليل من شأن نفسك
تحاول السوشيل ميديا بشكل دائم إلى تقديم نسخ منسقة ومفلترة من حياة الناس، والتي تكون غير حقيقية في أحيان كثيرة. تساهم هذه المثالية في فرض معايير واهية، تزيد من حدّة المقارنة أمام الأشخاص الذين لا يمتلكون الوعي الكافي.
إذاً، أنت تشاهد/ي مقاطع فيديوهات مثقولة وخالية من الشوائب بدرجة كبيرة. مما يؤثر بشكل سلبي على احترامك لذاتك من جهة، بالإضافة إلى شعور العجز والإحباط من جهة أخرى.
3- تشتت الإنتباه وتقلّصه
يساهم الإدمان الشديد على مشاهدة الفيديوهات القصيرة والعشوائية، إلى تشتيت الإنتباه ومشاكل في التركيز والذاكرة. وهذا ما قد يعود إلى المواضيع الشاملة، والتي لا تشبه بعضها. إذ، تشاهد/ي فيديو عن الطعام، يليه فيديو عن الصبر والإرادة… لن يستطيع الدماغ في هذه الحالة امتصاص هذه الصور العشوائية بشكل سليم، نتيجة زخمها وسرعتها. مما يؤدي إلى تشتت واضح في الإنتباه والتركيز، والذي يمكن أن يؤثر على الجوانب الحياتية الأساسية على المدى الطويل.
4- إنكار الذات
مواقع التواصل الإجتماعي منصات تعزز عملية الهروب والإنكار الذاتي بطريقة مفرطة! لن تستطيع إظهار تخبطاتك النفسية، مشاكلك المتفاقمة، وتناقضاتك الذاتية في هذه الساحة المليئة بالنفاق والكذب. ستجد/ي عندها، بأن منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيّما الفيديوهات القصيرة التي تبثها، بأنها تساعدك على تعزيز شعور الإنكار والقدرة على الهروب. لكنها، تساهم في زيادة مستوى عجزك وانعدام القدرة على مواجهة واقعك.
5- تشويه الواقع
تتعرض منصات التواصل الإجتماعي، بشكل مستمر، إلى الإنتقادات اللاذعة، نتيجة افتقارها إلى الرقابة والتنظيم. مما أدّى إلى انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. كذلك، وبسبب السقوط الفكري والأخلاقي الذي نجده على منصة ” تيك توك “، على سبيل المثال، والبحث عن الشهرة الواهية، أصبحت المجتمعات أكثر عرضة للإنحراف السلوكي والأخلاقي، وتحديداً بسبب هذه الفيديوهات القصيرة.
أخيراً، وبعد الحديث عن تأثير مشاهدة الفيديوهات القصيرة على صحتنا. يمكن القول، بأنه لا يمكننا التخلّي الكلّي عن السوشيل ميديا في زمن باتت تطالنا التكنولوجيا في جميع جوانب حياتنا. لكن، يجب الإنتباه جيداً إلى الطريقة التي نستخدم فيها هذه المنصات، بالإضافة إلى ضرورة تحكيم وعينا بشكل مستمر.