كيف تؤثر القراءة على الصحة النفسية
[تاريخ النشر: 23/6/17] في عالم سريع الخطى، تخترقه التكنولوجيا في أدقّ تفاصيله، يصبح من المستحيل الوصول إلى حالة من الهدوء والصفاء الذهني. ومع ذلك، ما زالت قراءة الكتب نشاطاً خالداً من شأنه الإبحار بك بعيداً عن الضغوطات اليومية والتناقضات الحياتية. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن كيف تؤثر القراءة على الصحة النفسية والعقلية على حدّ سواء.
القراءة: عندما تُمنح الفرصة للعيش بكثافة أكبر!!
إذا كان هناك ما يسمّى بالنصيحة الأبدية للكبار والصغار، فهي القراءة من أجل مكافحة الملل والفراغ، ومن أجل الغوص في الأعماق، واكتشاف سبل التوازن النفسي والرعاية الذاتية. فما أبرز فوائد القراءة على صحتنا النفسية.
1- تخفيف الضغوطات اليومية
للقراءة قدرة كبيرة ورائعة على نقلنا إلى عوالم مختلفة، مما يسمح لنا بالهروب، ولو للحظات من الواقع المرير والضغوطات الحياتية.
بعبارة أخرى، يمكن أن يوفر الإنخراط في سرد آسر، أو الإنغماس في كتاب مثير للتفكير، في استراحة تشدّ الحاجة إليها، عن متطلبات العمل أو التحديات الشخصية. إذاً، قد تؤدي هذه الراحة الذهنية إلى انخفاض مستويات التوتر ، وزيادة الشعور بالإسترخاء.
2- تنمية العاطفة والذكاء
من أكثر التأثيرات العميقة للقراءة، هي قدرتها على تعزيز التعاطف والذكاء العاطفي. مثلاً، يعرض الأدب المسرحي والروائي على سبيل المثال، مجموعة متنوعة من الشخصيات التي تمتلك دوافعَ، ووجهاتِ نظرٍ مختلفةً، وتجاربَ حياتيةً.
من خلال التعرف العاطفي على هذه الشخصيات، يصبح بإمكانك تطوير الفهم بالمشاعر الإنسانية. مما يساهم في تحسين الذكاء العاطفي وتحسين الرفاهية العقلية.
3- تخفيف خطر الإصابة بالزهايمر
يحفز التعامل مع المواضيع المعقّدة والأفكار المجردة، في تعزيز المرونة العقلية. فالقراءة تساهم في تمرين العقول من خلال الفهم، التحليل، وتطوير الحسّ النقدي.
كذلك، تساعد على تحسين الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر التدهور المعرفي. علاوة على ذلك، ربطت الدراسات القراءة بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف.
4- تقليل هرمون التوتر
يؤدي الإنغماس في قراءة كتاب جيّد إلى زيادة الإستجابة الفيسيولوجية التي من شأنها تعزيز الإسترخاء ومكافحة التوتر. ضمن الإطار المذكور، أظهرت الدراسات بأن القراءة، يمكن أن تخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
بالإضافة إلى أنها تقلل من مستويات الكورتيزول، أي هرمون التوتر. في المقابل، يوفر الإنخراط في قراءة الكتب الخيالية، الشعر، أو كتب الرعاية الذاتية ملاذاً علاجياً وتأثيراً مهدئاً للعقل.
5- تحسين جودة النوم
ارتبط استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، بزيادة حدّة اضطرابات النوم وانخفاض جودته. في المقابل، لقراءة الكتب المطبوعة، تأثير إيجابي على النوم. إذ، تساعد القراءة قبل النوم على خلق روتين للإسترخاء، والذي من شأنه إرسال إشارات للدماغ، بأن الوقت قد حان للراحة. مما يؤدي إلى تحسين جودة النوم.
أخيراً، وبعد الحديث عن كيف تؤثر القراءة على الصحة النفسية. يمكن القول، إنه لا يوجد أي مبالغة في القوة التحويلية التي توفرها القراءة على الصحة العقلية. سواء من خلال الهروب من الواقع، أو تنمية التعاطف، بالإضافة إلى التحفيز المعرفي ومكافحة التوتر. إذاً، للقراءة تأثير بالغ الأهمية على مستوى رفاهيتنا النفسية. لذلك، ومن خلال دمج القراءة في حياتنا اليومية، يمكننا إطلاق العنان لكلّ ما يحصل في داخلنا. لذا احصل/ي على كتاب، وابحث/ي عن ركن مريح، وانطلق/ي في رحلة لا تثري العقل وحسب، بل تثقلك على المستويات كافّة.