ما هي فوائد الرقص؟
الرقص، باعتباره شكلاً من أشكال الفنون الخالدة، التي عبّرت بدورها عن قضايا إنسانية عميقة، يتجاوز مجرّد حركات جسدية. تكمن قوّة الرقص وأهميته، في قدرته على لمس الجوانب الروحية، والتعبير عما يدور في الأخلاج. إذاً، وإلى جانب الإيقاع الساحر وتصميم الرقصات الآسرة، يقدم الرقص عدداً لا يحصى من الفوائد التي تمتدّ إلى الصحة البدنية، الرفاهية العقلية، والنمو الشخصي. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن ما هي فوائد الرقص؟
الإنفصال التّام عن الزمان والمكان…ما هي الفوائد التي يوفرها الرقص؟
بات الروتين المملّ والتوترات الناتجة عن الضغوطات، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مما يجعل من الرقص منفساً آمناً للإنفصال عن الزمان والمكان، والتحليق في عالم لا متناه. يساهم الرقص في رفع الحالة المزاجية، وتحسين الصحة النفسية، وبالتالي الحفاظ على اللياقة البدنية. تعالواً لنتعرف إذاً على أبرز 8 فوائد للرقص.
1- تحسين اللياقة البدنية
يعدّ الإنخراط في الرقص طريقة ديناميكية لتحقيق اللياقة البدنية والقوة. في حال كنت تمارس/ين الباليه، الهيب هوب، أو الرقص الشرقي، أو الرقص الحر، فإن كل نمط من أنماط الرقص يتطلب القوة، المرونة، والقدرة على التحمّل. إذاً، يحسّن الرقص المنتظم صحة القلب، الأوعية الدموية، والقدرة على التحمل.
2- تقوية الوظائف الإدراكية
الرقص ليس مجرد جهد بدني، بل هو تدريب عقلي أيضاً. إن تنسيق الحركات مع الموسيقى، وحفظها بالتسلسل، تعزز قوة الدماغ والوظائف الإدراكية. ضمن الإطار المذكور، أظهرت بعض الدراسات بأن الرقص يحسّن الذاكرة والإنتباه.
3- مكافحة التوتر والإكتئاب
توفر الطبيعة التعبيرية للرقص منفذاً قوياً للمشاعر. مما يجعلها أداة فعّالة لتخفيف التوتر والإكتئاب ورفع الحالة المزاجية. في المقابل، يسمح الرقص للأشخاص بالتخلّص من القلق والتعبير عن مشاعرهم الداخلية بكل حرية. كذلك، يساعد الرقص على إطلاق هرمون ” الأندروفين “، الذي يعزز الشعور الإيجابي، ويجعلك سعيداً/ة.
4- زيادة الثقة بالنفس
يعزز الرقص الثقة بالنفس، وذلك من خلال مساعدة الأشخاص على اكتساب إتقان لتحركاتهم والإيمان بقدراتهم. علاوة على ذلك، يسمح الرقص للأفراد بتقبل أجسادهم واحتضانها، والتعامل معها بشكل أفضل. مما يساعدهم على تكوين صورة إيجابية عن الجسد من جهة، وتقبل الذات من جهة أخرى.
5- تحسين صحة القلب
يساعد الرقص على تحسين صحة القلب. إذ، يذكر الكوريغراف المحترف ” ليون تورتسكي “، بأن جميع تمارين الرقص، هي تمارين كارديو تساهم في الحفاظ على عضلة القلب، وتنظيم ضرباته.
6- تعزيز التواصل الإجتماعي
توفر المشاركة في دروس الرقص أو ورش العمل، فرصة فريدة للتواصل الإجتماعي وتعزيز الشعور بالإنتماء. كذلك، يعزز الرقص مع الآخرين الصداقة الحميمة، العمل الجماعي، والدعم المتبادل. بالإضافة إلى أنه يخلق روابط قوية وصداقات دائمة. يساهم الرقص في توحيد شغف مشترك بين أناس من خلفيات إجتماعية مختلفة، مما يسمح لهم بالإنفتاح الإجتماعي وبالتالي تعزيز عملية التواصل.
7- فقدان الوزن
تشير الدراسات إلى أن الرقص هو شكل من أشكال التمارين الهوائية واللاهوائية، يتخلله حركات القفز والدوران، بالإضافة إلى وضعيات القرفصاء التي تساعد على حرق السعرات الحرارية، وبالتالي فقدان الوزن.
8- تقوية العظام
كشكل من أشكال نشاط تحمّل الوزن، على عكس ركوب الدراجة أو السباحة. يمكن أن يساعد الرقص في الحفاظ على كثافة العظام من جهة، وتقويتها من جهة أخرى. من ناحية أخرى، تشير بعض الدراسات بأن كبار السن الذين يمارسون الرقص هم أقلّ عرضة للإصابة بهشاشة العظام بنسبة 30% مقارنة بالأشخاص الذين لا يرقصون.
أخيراً، وبعد الحديث عن ما هي فوائد الرقص. يمكن القول إن الرقص هو شكل من أشكال الفنون، ولكنّه يتحوّل أحياناً إلى أداة للتعبير عن الفرح والمتعة. لذلك، مارس/ي الرقص يومياً، لأنه يتمتع بإيجابيات كثيرة على المستوى الجسدي والنفسي في آن واحد.