كيف أعزز ثقتي بنفسي؟
[تاريخ النشر: 7 يناير، 2022] هل تبادر إلى ذهنك يوماً ما، تعريف الثقة بالنفس؟ تعتبر الثقة مجموعة من السلوكيات التي يتم إكتسابها بشكل تلقائي وعفوي، من العائلة والمحيط، والتي تشمل أسلوب التعامل، وكيفية التقدير. من ناحية أخرى، قد يتبادر إلى ذهنك، كيف تحدّد الثقة بالذات، مسار حياتك بكل ما تحمله من خصائص وتفاصيل؟ وكيف يمكن للثقة بالنفس والإيمان بالذات، تحقيق توازن الشخصية الفردية؟ بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مدارس فلسفية، وتيارات فنية، ونظريات علم النفس، بحثت في تعقيدات النفس البشرية، والتأثيرات التي تساهم في خلق المتناقضات، والتي تعتبر بدورها أمراً حتمياً في تكوين شخصية الإنسان. ولإن الإنسان في صراع دائم بين المادة والروح، تدخل إلى جانب التفاصيل اليومية والإجتماعية، القضايا الميتافيزيقية، والروحية، في تحديد الثقة بالنفس.
مقالات مرتبطة:
علاوة على ذلك، قد تتحول السلوكيات المكتسبة للفرد، إلى طريقة إدراكية تبعاً للوعي الفردي، الذي ما يلبث أن يبدأ بالتطور مع التقدم بالعمر، حتى تصبح الثقة بالنفس عبارة عن مهارات فردية، يكتسبها الإنسان ويبدأ بتشريحها تبعاً لوعيه الخاص. ولكن، لإنَّ كل ما يجري حولنا، لديه قدرة عالية في التأثير على ثقتك، نخصص هذا المقال للحديث للحديث عن طرق للتغلب على انعدام الثقة بالنفس، والتي من شأنها مساعدتك على الإلمام بنفسك مرة أخرى.
6 طرق للتغلب على انعدام الثقة بالنفس
من الطبيعي أمام أي تحدٍ نقوم بمواجهته، أنَّ نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية. ما معنى الحياة؟ لماذا أنا موجود؟ كيف يجدر بي أن أشعر بالسعادة؟ مزيج من المشاعر التي تقترب من العدمية تارة، والواقعية تارة أخرى. ضمن السياق نفسه، يمكن القول بأن الثقة بالذات هي شعور داخلي، ينبع من الرضا، والقناعة، والوعي لمشاكلنا وتخبطاتنا، ومن ثم الإيمان بقدراتنا. أمّا عدم الثقة بالنفس يأتي من رغبة جامحة للمرء، بأن يحصل على الإستحسان، والتقدير من الخارج دون الوعي لما يريد فعلياً.
كذلك، لا بد من الإشارة إلى أنَّ الظروف المحيطة تلعب أدواراً متنوعة في تحطيم هذه الثقة أحياناً وفي إثقالها أحياناً أخرى. ولكن، لا يسير الإنسان على سكة مستقيمة طوال الوقت، وإن حاول أن يسير هكذا، سوف يتعرض لضغوطات داخلية، تؤدي إلى حالات من الإنكار، والإكتئاب. لذلك هناك خطوات عديدة تساعدك عزيزي القارئ في تدعيم ثقتك في نفسك بشكل دائم.
1- تخلص/ي من معتقداتك السلبية بنفسك
من أبرز طرق للتغلب على انعدام الثقة بالذات، هي التخلص من معتقداتك السلبية من نفسك. بعبارة أخرى، يتوجب عليك تحديد النقاط التي تعتقد بأنها تعطيك شعور إهتزاز ثقتك بنفسك. على سبيل المثال، أنا لست ذكياً بما فيه الكفاية لتحقيق هذا أو ذاك. أنا لست محبوباً ولست إجتماعياً… وهنا يتوجب عليك أن تمتلك وعياً بنفسك. إذ، لا بد من التنويه بأن فهم الذات يحتاج إلى إدراك واستشعار أبسط التفاصيل التي تدور من حولك، ويحتاج إلى اختبار التجارب الحياتية، بالإضافة إلى الثقافة والإطلاع. ضمن السياق نفسه، إذا أحسست أنك لست قادراً على العيش برفاهية مطلقة، يتوجب عليك التركيز على جوانب أخرى في نفسك. وإذا أحسست أنه باستطاعتك الوصول لما تريد، وينقصك المجهود. يجب عليك توفير لنفسك المجهود اللازم.
2- ركز/ي على جوانبك الإيجابية، وتميز/ي بها
تحتاج البشرية لأشخاص متفردين ومتميزين عن بعضهم البعض. إذ لا أحد يشبه الآخر. فكل منا يمتلك ميوله، وأفكاره، ورغباته. لذلك، حاول دائماً أن تسعى لمعرفة ما يميزك وما يجعلك متفرداً، مما سيعطيك ثقة عالية. على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك موهبة الرسم حاول أن تنمي هذه الموهبة، وتثقلها بالإطلاع، مما سيعطيك شعوراً عالياً على فهم الذات والبحث في غياهبها.
3- بناء علاقات إجتماعية سليمة
” قل لي من تعاشر أقل لك من أنت “، من الأمثلة الأكثر شعبية، التي ما زلنا نكررها حتى اليوم. ضمن السياق نفسه، وعلى الرغم من أن الثقة بالنفس شعور ينبع من الداخل، إلاّ أننا نمتلئ بالمشاعر، والعواطف، والأفكار التي نود مشاركتها مع الآخرين.
يمكن القول بأن الثقة بالنفس هي شعور داخلي، ينبع من الرضا، والقناعة، والوعي لمشاكلنا وتخبطاتنا، ومن ثم الإيمان بقدراتنا.
ندى جوني، كاتبة محتوى
ولأن الحياة قائمة أيضاً على تبادل الطاقات. لذلك، حاول أن ترافق الأشخاص القادرين على فهمك، وإثقال شخصيتك، وإعطائك شعور بالفخر والحب.
4- واجه/ي التحديات والصعوبات
غالباً ما يتجنب الأشخاص الذين يعانون من تدني إحترام الذات المواقف الصعبة والتحديات. ولكن، قد تكون إحدى أبرز طرق التغلب عن انعدام الثقة بالنفس، هي تحسين قدرتك على مواجهة المواقف الصعبة. بعبارة أخرى، حاول دائماً أن تتحدى نفسك في تحقيق بعض الأمور التي تعتقد أنه من المستحيل تحقيقها. ومن المؤكد عندها أنك ستشعر بالثقة العالية بنفسك.
5- إمنح/ي نفسك الراحة
المثالية! كلنا نبحث عن المثالية، ولكنها أشبه بالسعي نحو السراب والمجهول. لا أحد مثالي، وليس مطلوباً منك أن تستثمر وقتك دائماً بشكل مفيد. وما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي ليس إلاّ ترهات، وتكلف يستنزف الطاقة الفكرية، والروحية، وحتى الجسدية. كل ما عليك فعله، هو الشعور بالرضا عن نفسك في كل لحظة. من ناحية أخرى، يحتاج الإنسان إلى فترات من الراحة. إذ تكمن هذه الفترات، في الجلوس بمفردك والتفكير بمجريات حياتك، وإعادة حسابتك على المستويات كافة. وأخيراً، حاول قدر الإمكان أن تكون لطيفاً مع نفسك، وألاَّ تقسو عليها. وتذكر، أن من يمتلك الوعي الكافي، يستطيع التعامل مع نفسه جيداً.
6- حافظ/ي على صحتك الجسدية
من الأسهل بكثير أن نشعر بالرضا عن أنفسنا، عندما نمتلك صحة جيدة وجسماً رشيقاً. لذلك، حاول دائماً أن تهتم بمظهرك الخارجي، عبر ممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كاف من النوم، وتخصيص وقت لممارسة رياضة اليوغا والتأمل، على سبيل المثال.
وأخيراً، على الرغم من عدم قدرتنا دائماً على خلق توازن ثابت، نتيجة الصعوبات والضغوطات التي قد نمر بها. إلاّ أنه، قد تكون الثقة بالنفس إحدى أبرز الأسباب التي تجعلك قادراً على تحقيق توازنك النفسي. لذلك، تعتبر طرق للتغلب على انعدام الثقة بالنفس من الأمور التي قد تساعدك في تخطي التحديات التي قد تعترض طريقك. وتذكر، أن الحياة الصاخبة، وغير المستقرة من شأنها الوصول بك إلى الهاوية.