[23/5/23] يعدّ التواصل جوهراً أساسياً في حياة الإنسان على هذه الأرض. إذ، لا يستطيع العيش بمفرده مهما سعى. بلا نقصد بذلك التواصل بمفهومه المجرّد والمطلق، بل التواصل الذي يحدث بينك وبين أصدقائك. ضمن السياق المذكور، سنجيب عن لماذا نحتاج للأصدقاء في حياتنا؟ وما هي أبرز فوائد الصداقة في تعزيز التوازن النفسي والإجتماعي في آن معاً.
مقالات مرتبطة:
الصداقة: بين الزيف والحقيقة في مجتمع يتواصل دون تواصل!!
كثرت الصداقات وتنوعت في الآونة الأخيرة، نتيجة التماهي المتزايد مع العالم الإفتراضي الذي فرضته السوشيل ميديا. فأصبح الهدف تجميع أكبر عدد من الأصدقاء. فما هي أهمية الصداقة الحقيقية، مع أناس تستطيع التواصل معهم في حياتك اليومية الواقعية، يشعرونك في الوقت نفسه بالإكتفاء والإشباع على المستوى الإجتماعي.
1- انخفاض مستويات التوتر والقلق
تشير أبحاث كثيرة إلى أن وجود أصدقاء حقيقيين في حياة الفرد، يساعده على مكافحة التوترات والضغوطات. على سبيل المثال، عندما تمتلك/ين صديقاً يفهمك ويقدرك، تستطيع/ين عندها البوح له ليخفف عنك مشاهر القلق والإحباط. علاوة على ذلك، تعزز الصداقة صحة الدماغ وتحديداً في فترة المراهقة.
2- تقديم الدعم العاطفي باستمرار
يعدّ الدعم العاطفي أحد أبرز فوائد الصداقة. قد يدعمك أصدقائك من خلال الإستماع إلى مشاكلك جميعها. بالإضافة إلى مساعدتك على القيام ببعض الأنشطة الترفيهية بهدف تشتيت تركيزك على تخبطاتك، والهروب من همومك اليومية. لذلك، سيساهم وجود صداقة حقيقية في حياتك في تعزيز ثقتك بنفسك والوعي الدائم بماهية ذاتك.
3- تطوير الذات
إذا كنت ترغب/ين في إحداث تغييرات إيجابية في حياتك أو لديك عادة سيئة تريد/ين التخلّص منها، يمكن للإصدقاء الحقيقيين مساعدتك على ممارسة عادات أكثر صحية، وأكثر أهمية لتطوير الذات.
إحدى أبرز هذه الطرق، هي تقديم أمثلة جيّدة، وتجارب مفيدة، بالإضافة إلى المحافظة على الدعم العاطفي. على سبيل المثال، إذا كنت تطمح/ين لممارسة التمارين الرياضية، فيمكنك الإستعانة بصديقك لتشجعيك، عبر الذهاب معك إلى النوادي الرياضية…
4- مكافحة الوحدة واليأس والعزلة
من فوائد الصداقة هي فعاليتها في مكافحة الشعور بالوحدة والعزلة الإجتماعية. ضمن السياق نفسه، يمكن أن تؤدي الوحدة إلى زيادة مستويات الإكتئاب واليأس. أثبتت الدراسات في الوقت نفسه، إلى أن الصداقات الحقيقية والعميقة، من شأنها تعزيز الإحساس بالإلفة والدعم، وبالتالي الرضا عن الحياة بكل ما تحمله من متناقضات.
5- تقليل ضغط الدم
أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون صداقات حقيقية وسليمة، هم أقل عرضة للإصابة بضغط الدم والسمنة. كذلك، يساهم وجود الأصدقاء، في التخفيف عنك إذا كنت مصاباً بأمراض الخطيرة.
6- القدرة على مجابهة الصدمات النفسية
الحياة ليست سهلة، ونحن في عرضة دائمة للصدمات النفسية. بعبارة أخرى، قد تؤثر التقلبات الحياتية على مسارك الشخصي، محدثة مضاعفات كبيرة يصعب التخلّص منها بسهولة. ولكن، مما لا شك فيه، إن وجود صداقة حقيقية ومتينة في حياتك، يمكن أن تعزز قدرتك على التخلّص من مشاكلك بشكل أفضل.
أخيراً، وبعد الإجابة عن لماذا نحتاج للأصدقاء في حياتنا. يمكن القول، إن الصديق الحقيقيّ يصبح حضناً آمناً للتفريغ العاطفي، وتعزيز التواصل الفكري، وتبادل الطاقات التي تجعلك قادراً/ة على تحقيق توازن إجتماعي. مهما كثر الأصدقاء على مواقع التواصل الإجتماعي، يبقى التواصل الحقيقي جوهر الإنسانية على هذه الأرض.