فوبيا الصراصير، المرتفعات، والأماكن: اسبابها وعلاجها
[2/10/2022] لا أستطيع رؤية الصراصير، لديّ فوبيا منها!! نسمع كلمة ” فوبيا “، مراراً وتكراراً في حياتنا، ونعاني منها دون معرفة الأسباب الوجيهة لها، ودون الوعي أحياناً لمعناها. ننظر من حولنا نجد أننا نعاني من فوبيا أو ما يعرف تحت مسمى ” التخوف المرضي “، من أشياء قد تكون سخيفة بالنسبة لأشخاص آخرين. ولكن بالنسبة لنا، تشكل رهبة وخوفاً كبيرين، فما هي أسباب الفوبيا، ولماذا تعاني منها؟ كذلك، كيف تتخلص من الفوبيا؟
مقالات مرتبطة:
الرهاب أو الفوبيا: الإفراط في الخوف
يعدّ الرهاب أو الفوبيا واحداً من ردود فعل الخوف المفرط وغير العقلاني. لذلك، إذا كنت تعاني/ين من الفوبيا، فستشعر/ين حتماً بإحساس عميق بالذعر أو بالفزع، عندما تقرر/ين مواجهة مصدر خوفك. يختلف الرهاب إختلافاً جذرياً عن اضطرابات القلق والخوف التي غالباً ما ترتبط بتداعيات نفسية عميقة. أمّا الفوبيا فهي ترتبط بشيء أو موقف محدد.
يترواح تأثير الفوبيا بين الإنزعاج الخفيف أو التعطيل الشديد. بالطبع، يدرك الأشخاص الذين يعانون من فوبيا معيّنة بأن خوفهم غير منطقي. لكنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على السيطرة. يمكن أن تتحوّل الفوبيا في أحيان كثيرة إلى اضطراب نفسي.
1- ما هي أنواع الفوبيا أو الرهاب؟
الرهاب المحدد: عندما نتحدث عن الخوف من شيء معيّن. على سبيل المثال، الخوف من الصراصير والقطط…
الرهاب الإجتماعي: والذي يعرف تحت مسمّى اضطراب القلق الإجتماعي. يتميّز هذا الرهاب عادة بالخوف من المواقف الإجتماعية.
رهاب الخلاء: يمكن أن يؤدي رهاب الخلاء إلى حالات من الإكتئاب والعزلة. إذ ينطوي هذا النوع من الرهاب على الخوف من التواجد في أماكن يصعب الخروج منها او مغادرتها.
2- أبرز أعراض الفوبيا
تتمتع الفوبيا بأعراض عديدة قد تكون متشابهة في جميع الأنواع. ولكن، تختلف شدّة الأعراض حسب نوع الفوبيا.
من ضمن هذه الأعراض:
- الإحساس بقلق لا يمكن السيطرة عليه عند التعرض لمصدر الخوف.
- الشعور الدائم بضرورة تجنب مصدر الخوف هذا بأي شكل من الأشكال.
- فقدان القدرة على العمل بشكل صحيح.
- الإعتراف الدائم بأن الخوف لا ينطوي على أي سبب عقلي ومنطقي.
- عدم القدرة على التحكم بالمشاعر المستجدة.
كذلك، تشمل الفوبيا بعض الأعراض الجسدية منها:
- الرجفة.
- تسارع في ضربات القلب.
- الهبات الساخنة أو القشعريرة.
- التنفس غير الطبيعي والشعور بالإختناق.
- فم جاف.
- الغثيان.
- الدوخة.
- صداع في الرأس.
3- ما هي الأسباب الكامنة خلف الرهاب؟
هناك أسباب كثيرة تكمن خلف الإصابة بالرهاب على أنواعه.
- بداية يمكن أن تشكل العوامل الوراثية والبيئية الرهاب. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر رهاب أحد أفراد العائلة على الأطفال كالخوف من الصراصير أو الحشرات وبعض الحيوانات.
- كذلك، يمكن أن تؤدي الأحداث المؤلمة كتعرض أحد معارفك إلى الغرق بإصابتك برهاب من السباحة أو حادث سير يزيد من خوفك لقيادة السيارة مثلاً. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التعرض إلى الأماكن الضيقة والمرتفعة، إلى نوع من الرهاب.
- في المقابل، قد يؤثر الرهاب على الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض الجسدية والنفسية. مثل الإكتئاب أو الإصابة بمرض السرطان والأمراض المزمنة.
- وأخيراً، لا بدّ من التنويه بأن الرهاب له أعراض تختلف إختلافاً جذرياً عن الأمراض العقلية مثل الفصام. إذ، يعاني الأشخاص في حالات الفصام من هلوسات سمعية وبصرية، بالإضافة إلى انعدام التلذذ. أمّا الرهاب، وعلى الرغم من انطوائه على سبب غير عقلاني وردود أفعال غير منطقية في أحيان كثيرة، إلاّ أنه يبقى مرتبطاً بالواقع.
4- ما هو العلاج اللازم للفوبيا أو الرهاب
في إطار الحديث عن كيف تتخلص من الفوبيا، يمكن القول إن العلاج يختلف حسب اختلاف نوع الرهاب الذي يعاني منه الشخص.
- في حالة الرهاب المحدد، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الذي ينطوي على زيادة تعرضك تدريجياً للشيء الذي تخاف منه إلى قمع هذا الخوف مع الوقت.
- أمّا في حال الرهاب الإجتماعي، يمكن أن يلجأ الطبيب المختصّ إلى مضادات الإكتئاب والقلق التي تعتبر خطيرة. كذلك، يمكن أن ينفع العلاج السلوكي المعرفي المتجسد في الإعدادات الفردية والجماعية.
- وأخيراً، يشمل علاج رهاب الخلاء العلاج الدوائي مثل مضادات الإكتئاب. أو العلاج السلوكي الذي يجري عبر جلسات متتالية لدى المعالج النفسي.
بعد الحديث عن كيف تتخلص من الفوبيا، بالإضافة إلى عوارضها وأسبابها. يمكن القول، إن الفوبيا لا تندرج ضمن الأمراض التي تنطوي على تداعيات ذاتية، واجتماعية، ونفسية… ولكنها، قد تسبب في بعض الأحيان حالات من الإكتئاب والإضطرابات.