التونة والسردين: بين الفوائد والأضرار
شاع تناول السردين والتونة في الآونة الأخيرة، كمصدر أساسي وجيّد للبروتين وتحديداً للأشخاص الذين يتمرنون ويرفعون الأوزان. في المقابل، يباع سمك التونة والسردين على شكل معلبات، مما يجعله خياراً جيداً للأشخاص الذين لا يجدون وقتاً كافياً لتحضير وجباتهم. لذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن التونة والسردين: بين الفوائد والأضرار.
التونة: من المحيط إلى الطبق!!
يعدّ سمك التونة، واحداً من أشهر المأكولات البحرية الشهيرة في جميع أنحاء العالم. يوفر التونة الكثير من المغذيات. ومع ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات بعض المخاوف من الإفراط في تناوله، نتيجة احتوائه على الزئبق.
1- ما هي فوائد التونة
يحظى سمك التونة بشعبية كبيرة، نظراً لطعمه اللذيذ وفوائده المتنوعة. نتيجة لهذه الفوائد، أصبحت سمكة التونة عنصر أساسي في العديد من الأنظمة الغذائية. لنتعرف إذاً على أبرز فوائدها.
1.1- غنيّ بالبروتين والفيتامينات
تعتبر سمكة التونة من الأسماك الغنية بالمغذيات، والتي تحتوي بدورها على كمية كبيرة من العناصر الغذائية الأساسية. فهي مصدر أساسي للبروتين الحيواني، بالإضافة إلى أنها توفر مستويات كافية من الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه. علاوة على ذلك، تتوفر في سمكة التونة مستويات مرتفعة من أحماض أوميغا 3، فيتامين ب 12، والسيلينيوم.
1.2- تعزيز صحة القلب
يحتوي سمك التونة على نسبة عالية من الأحماض الأمينية، التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية. ضمن الإطار المذكور، ارتبط الإستهلاك المنتظم للتونة بانخفاض مستوى ضغط الدم والدهون الثلاثية. لذلك، يمكنك تضمينه كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن.
1.3- مضاد للإلتهابات
توفر أحماض أوميغا 3 الموجودة في التونة خصائص قوية ومضادة للإلتهابات. مما يجعلها مفيدة في إدارة الحالات الإلتهابية المزمنة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض إلتهاب الأمعاء.
1.4- تعزيز صحة الدماغ
يلعب مركب ” دي أش أي “، وهو نوع من أحماض أوميغا 3، دوراً مهماً في تحسين صحة الدماغ والوظائف المعرفية والإدراكية. كذلك، يساهم في تقليل مخاطر الإصابة والإصابة بأمراض التنكس العصبي.
1.5- بناء العضلات
إن محتوى التونة العالي من البروتين، يجعلها خياراً شائعاً للأشخاص الذين يهدفون إلى إدارة وزنهم وبناء الكتلة العضلية. إذ، يساعد البروتين على تعزيز شعور الشبع والتحكم في الوزن.
2- أضرار تناول سمك التونة
إلى جانب الفوائد الكثيرة والمتنوعة التي يقدمها سمك التونة للجسم. إلاّ أن الإفراط في استهلاكه قد يحمل آثاراً جانبية تؤثر بدورها على صحتك الجسدية. إذاً، ما هي أبرز هذه المخاطر والأضرار؟
2.1- التلوث بالزئبق
قد تحتوي سمكة التونة، وخاصة الأنواع الكبيرة منها، على مستويات عالية من الزئبق بسبب التضخم الأحيائي في السلسلة الغذائية البحرية. إن الزئبق هو سم عصبي يمكن أن يتراكم في جسم الإنسان مع مرور الوقت. مما يؤدي إلى مشاكل صحية، خاصة عند الحوامل والمرضعات.
2.2- الملوثات البيئية
قد تتعرض التونة للملوثات البيئية، مثل ” ثاني الفينيل “، و ” الديوكسينات “، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الصناعية الأخرى. قد تدخل هذه الملوثات إلى النظام البيئي البحري، وتتراكم في سمك التونة. مما يشكل مخاطر صحية محتملة على المستهلكين.
2.3- ارتفاع مستوى الحساسية
قد يكون لدى الأفراد حساسية من التونة أو أنواع أخرى من السمك. مما يجعلهم يعانون من ردود فعل تصل إلى حدّ الحكة الشديدة. لذلك، يفضل تجنب تناول سمك التونة، إذا كنت تعاني/ ن من الحساسية.
2.4- زيادة الكوليسترول
إن التونة المعلبة بالزيت، مرتفعة نسبياً بالكوليسترول. على الرغم من أن تناول التونة المعلبة بانتظام ضمن التوصيات العالمية، لا يشكل أي ضرر على الصحة. إلاّ أن الإفراط في تناوله معلباً يمكن أن يشكل مخاطر جانبية على الصحة الجسدية.
3- ما هي فوائد السردين؟
يعتبر السردين من أشهر أنواع السمك التي تنتشر في جميع أنحاء العالم ولا سيّما في بلاد حوض البحر المتوسط.. يؤمن السردين فوائد عديدة ومتنوعة. لنتعرف على أبرزها.
3.1- غنيّ بأحماض أوميغا 3
السردين مصدر أساسي لأحماض أوميغا 3، بما في ذلك حمض ” إيكوسابنتاينويك “، وحمض ” الدوكوساهيكسانويك “. تلعب هذه الأحماض دوراً مهماً في دعم صحة القلب، عن طريق تقليل الإلتهاب وخفض مستويات الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى تعزيز صحة الأوعية الدموية.
3.2- تحسين القلب والأوعية الدموية
تم ربط أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في السردين، بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذلك، يمكن أن يساعد الإستهلاك المنتظم للسردين في تحسين مستويات الكوليسترول وخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى تعزيز وظائف الأوعية الدموية ودعم صحة القلب.
3.3- تعزيز الوظائف الإدراكية للدماغ
” دي أش أي “، إحدى مركبات الأحماض الأمينية التي تساعد على المحافظة على الدماغ وتحسين الوظيفة الإدراكية. ربطت الدراسات الإستهلاك المنتظم للسردين بتحسين نشاط الذاكرة وتقليل مخاطر الإصابة بالتنكس العصبي.
3.4- تقوية العظام
السردين مصدر قوي للكالسيوم وفيتامين ” د “، اللذان يساعدان على تقوية العظام. علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين ” د “، في الوقاية من هشاشة العظام.
3.5- مصدر أساسي للبروتين
السردين مصدر أساسي وجيد للبروتين، حيث يوفر المستويات التي يحتاجها الجسم من الأحماض الأمينية لأداء مختلف العمليات الفيسيولوجية في الجسم.
3.6- مكافحة الإلتهابات
تمتلك أحماض أوميغا 3 الدهنية في السردين خصائص مضادة للإلتهابات. مما يجعلها مفيدة في إدارة حالات الإلتهابية، مثل التهاب المفاصل ومرض التهاب الأمعاء.
3.7- غنيّ بالفوسفور
السردين مليء بالفيتامينات والمعادن الأساسية، بما في ذلك الفوسفور والبوتاسيوم. تلعب هذه العناصر الغذائية أدواراً أساسية في في دعم الصحة والرفاهية بشكل عام.
3.8- المحافظة على نضارة الجلد
تساهم الأحماض الأمينية الموجودة في السردين على تحسين صحة الجلد عن طريق تقليل الإلتهاب ودعم ترطيب البشرة.
4- ما هي مخاطر الإفراط في تناول السردين
بينما يعتبر السردين خياراً غذائياً آمناً ومغذياً. إلاّ أن هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة باستهلاكه. لذلك، من الضروري معرفة المخاطر لاتخاذ قرارات مستنيرة حول تضمين السردين في نظامك الغذائي.
4.1- ردود الفعل التحسسية
يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السردين إلى إثارة ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص. لذلك، إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية، يجدر بك تقليل كمية السمك المستهلكة.
4.2- الزئبق والملوثات البيئية
على الرغم من أن السردين يعتبر بشكل عام من الأطعمة المفيدة والمغذية. إلاّ أنه لا يزال من الممكن تراكم الملوثات البيئية، مثل الزئبق وثنائي الفينيل متعدد الكلور. وكما أشرنا سابقاً إلى أن الزئبق عبارة عن سم عصبي يضرّ النساء الحوامل والمرضعات.
4.3- المحتوى العالي من الصوديوم
يحتوي السردين المعلب على نسبة عالية من الصوديوم. قد يؤدي ارتفاع مستويات الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بضغط الدم.
أخيراً، وبعد الحديث عن التونة والسردين: بين الفوائد والأضرار. يمكن القول، يعتبر السمك من المصادر الأساسية للبروتين، بالإضافة إلى أنه يوفر العديد من الفوائد. لكن يجدر بك في الوقت عينه الإنتباه إلى الكميات المستهلكة، من أجل تجنب الأضرار التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.