تغذية صحية

ما هي الأغذية فائقة المعالجة؟

أبرزها البيتزا، والمارتديلا، والشوربات... وتسبب السرطان والسمنة!

نتيجة الضغوطات المهنية، الناتجة عن قضاء ساعات طويلة في أماكن العمل. أصبحت الأغذية فائقة المعالجة والمعلبات جزءاً لا يتجزأ من روتين الحياة اليومية. لكن، هل سبق لك أن فكرت بالمخاطر التي تصاحب هذا النوع من الأغذية على صحة الإنسان الجسدية؟ خصصنا هذا المقال للحديث عن ما هي الأغذية فائقة المعالجة؟ بالإضافة إلى أبرز مخاطرها.

1- تعريف الأغذية فائقة المعالجة

يشير مصطلح الأغذية فائقة المعالجة إلى المنتجات التي تخضع لعمليات صناعية متعددة. غالباً ما تحتوي هذه الأطعمة على مواد إضافية وعناصر غذائية قليلة، أو قد تكون معدومة في أحيان عديدة. من ضمن هذه الأغذية فائقة المعالجة، الوجبات الخفيفة المعبأة، والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، بالإضافة إلى الوجبات السريعة.

يتميز هذا النوع من الأطعمة باحتوائه على مستويات كبيرة من السكريات، الدهون غير المشبعة، والصوديوم، بالإضافة إلى الألوان الإصطناعية، والزيوت المهدرجة التي تجعلها منعدمة القيمة الغذائية.

بقيت الأغذية فائقة المعالجة تعامل سنوات على أنها، أطعمة تحتوي فقط على السكر، الدهون، والصوديوم. إلى أن توصلت بعض الدراسات والأبحاث، التي نشرت عام 2009، لما مفاده بأن هذه الأطعمة تندرج تحت مصنف ” أطعمة غير صحية “. كذلك، ربطت دراسة نشرت عام 2019، بين هذا النوع من الأغذية والموت المبكر.

2- ما هي أبرز أنواع الأغذية فائقة المعالجة؟

تعرّف الأطعمة فائقة المعالجة، على أنها تركيبات صناعية مصنوعة من الدهون، الزيوت، والسكريات. كذلك، فهي تحتوي على مواد مضافة، مثل النكهات والألوان الإصطناعية، من أجل المحافظة عليها لفترة أطول. ما هي أبرز هذه الأطعمة التي تنتشر بشكل كبير في المتاجر؟

2.1- المشروبات المحلاة:

تشمل المشروبات الغازية، العصائر، ومشروبات الطاقة، بالإضافة إلى الشاي المثلج.

2.2- الوجبات الخفيفة المعبأة مسبقاً:

تحتوي عادة على نسبة عالية من السكريات المضافة، الدهون غير المشبعة، والصوديوم. تشمل رقائق البطاطس والمعجنات الحلوة والمالحة المعبأة. ومنها أيضاً: التونا والسردين.

2.3- الوجبات السريعة والجاهزة:

تشمل هذه الفئة، النقانق، البيتزا، الهامبرغر، والدجاج المقلي والمجمد… وكافة الأطعمة التي يمكن طهيها في الميكروويف.

2.4- اللحوم المصنعة:

المارتديلا، النقانق، الحبش، اللحوم الباردة التي غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.

2.5- النوديلز والشوربات الجاهزة:

تتم معالجة هذه المنتجات بشكل كبير، والتي تحتوي غالباً على مستويات عالية من الصوديوم والدهون غير الصحية والنكهات الإصطناعية.

2.6- وجبات الإفطار:

وهي طبعاً باستثناء الشوفان، ويأتي أبرزها: ألواح البروتين، الغارنولا، والبسكويت، والفطائر والكعك.

2.7- الصلصات الجاهزة:

أبرز الصلصات الجاهزة مثل الكاتشاب، والطماطم المعلبة…

3- المخاطر الكبيرة للأغذية فائقة المعالجة

يؤدي الإفراط في تناول الأغذية فائقة المعالجة، إلى زيادة المخاطر التي تؤثر بشكل سلبي على صحتك الجسدية. إذاً، ما هي أبرز هذه المخاطر؟

3.1- نقص التغذية

 إن الأطعمة فائقة المعالجة، منخفضة بشكل عام بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، من أجل أداء وظائفه الأساسية. أي الفيتامينات، المعادن، والألياف. يمكن أن يساهم الإستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة إلى حرمان الجسم من المغذيات الأساسية، وبالتالي التعرّض إلى مشاكل صحية.

3.2- الإصابة بالسمنة

 ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بالسمنة. وهذا عائد بالطبع، إلى نسبتها العالية من السعرات الحرارية، وقيمتها المنخفضة بالعناصر الغذائية التي تعزز شعور الشبع. مما يجعل من السهل الإفراط في تناول هذه الأطعمة.

قارنت دراسة حديثة نشرت في مجلة ” سيل ميتابوليسم “، بين آثار اتباع نظام غذائي شديد المعالجة مقابل نظام غذائي غير معالج مدّة أسبوعين. توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين اعتمدوا نظام شديد المعالجة، اكتسبوا ما يقارب 5 كيلوغرامات من الوزن. وهذا ما يؤكد على أن الأغذية فائقة المعالجة لها دور كبير في ارتفاع خطر الإصابة بالسمنة.

3.3- السكري والسرطان

ارتبط الإستهلاك المنتظم للأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري ومرض السرطان.

3.4- الإمساك والانتفاخ

غالباً ما تكون الأطعمة فائقة المعالجة منخفضة الألياف، الضرورية للمحافظة على صحة الجهاز الهضمي. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي نقص الألياف إلى زيادة حالات الإمساك، الإنتفاخ، ومشاكل أخرى.

3.5- قلة التركيز

تشير الأبحاث إلى وجود صلة بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة الإضطرابات في الصحة العقلية والنفسية. إذ، يساهم تناول كمية كبيرة من الدهون والسكريات، في التأثير بشكل سلبي على جودة التركيز والذاكرة، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات التوتر والقلق.

3.6- الكوليسترول

تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على نسبة عالية من الدهون غير الصحية، الصوديوم، والمواد المضافة التي تؤثر بشكل سلبي على مستويات الكوليسترول. كذلك، فهي ترفع ضغط الدم. مما يؤثر بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية.

3.7- الشهية المفرطة

تتوفر في الأطعمة فائقة المعالجة مستويات عالية من السكريات المضافة والدهون غير الصحية، التي يمكن أن تؤدي إلى استجابات شبيهة بالإدمان في الدماغ. وبالتالي فهي تؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام

3.8- زيادة الإلتهاب

تساهم الأطعمة فائقة المعالجة في حدوث التهاب مزمن في الجسم، والذي يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية. بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والتهاب المفاصل.

أخيراً، وبعد الحديث عن ما هي الأغذية فائقة المعالجة، وما هي أبرز مخاطرها. يمكن القول، إن الإستهلاك المرتفع لهذا النوع من الأغذية في ظلّ الروتين اليومي المزدحم، يسبب مخاطر عديدة على الصحة الجسدية والنفسية في آن معاً, لذلك، ومن خلال فهم الآثار الضارة، يجدر بك اتخاذ خطوات لتقليل الإعتماد على هذا النوع من الأطعمة.

كل ما عليك القيام به، هو استبدال السناكات التي تحتوي على السكريات خلال الشعور بالجوع أثناء العمل، بالفواكه والخضروات الطازجة. في المقابل، نظم/ي وقتك، بطريقة تجعلك قادراً/ة على تحضير وجباتك بشكل صحي خلال فترة المساء، بعد العودة من العمل.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى