الضحك لتحسين الحالة النفسية
[آخر تحديث: 23/5/14] الضحك كما البكاء، هو عادة وممارسة فطرية نشأت مع نشوء الإنسان. غالباً ما نضحك عندما نكون سعداء، أو عند تعرضنا لمواقف طريفة. كذلك، يمكن أن يخفي الضحك بعض مشاعر الحزن واليأس في أحيان كثيرة. لسنا في صدد الحديث عن أنواع الضحك، وارتباطها بالشخصية الإنسانية. وإنما، كيف يمكننا اعتماد الضحك لتحسين الحالة النفسية.
الضحك: لتعزيز الصحة النفسية والجسدية
أصبح الإنسان في عصرنا هذا، أسير الضغوطات العملية، والمهنية، والعائلية… أكثر من أي وقت مضى. وهذا ما أتى نتيجةً لطبيعة الحياة اليومية. إنّ هذا الصخب الذي نعيشه الآن، أصبح مسبباً أساسياً لاضطرابات النوم، والقلق، والإكتئاب… ولهذا، فنحن بحاجة للحظات تشعرنا بالفرح والهدوء. لذلك، يمكن أن يوفر الضحك هذه اللحظات التي نطمح لها في ظل كلّ هذا الضغط الذي يطال المستويات الحياتية كافة.
1- تعزيز ” الأندروفين “
يحتوي الجسم على مواد كيميائية تدخل في تحديد حالته المزاجية وصحته النفسية. من ضمن هذه المواد ” الأندروفين “، الذي يعمل بدوره على مكافحة شعور القلق وتحقيق شعور الراحة والسلام الداخلي. ضمن السياق نفسه، يعمل الضحك على تعزيز هرمون ” الأندروفين “، في الجسم.
2- يزيد من نسبة الوعي
يمكن أن يساعد الضحك على تغيير نظرتنا وتعاملنا مع المواقف التي نتعرض لها يومياً. بعبارة أخرى، يساعد الضحك على تبسيط حدّية المشاكل والعقبات. وهذا ما يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الوعي بالضغوطات الحياتية، وبالتالي تعزيز القدرة على فهم المشاكل ومعالجتها بطريقة أبسط وأفضل.
3- يكافح التوترات
عندما نتعرض لبعض المواقف الطريفة، فإن أوّل ما يمكن أن يحدث في أجسامنا هو انخفاض مستويات هرمون ” الكورتيزول “، المعروف أيضاً تحت مسمى هرمون التوتر. لذا، إن انخفاض مستوى التوتر، من شأنه تعزيز الحالة المزاجية، وبالتالي تحسين الصحة النفسية.
4- يعزز النوم
إنه وإلى جانب قدرة الضحك على خفض مستويات التوتر. يمكنه أن يساعد الجسم على النوم بطريقة أفضل، مما يساهم في تحفيز مستويات النشاط والطاقة في الجسم.
5– يحسن المرونة والنشاط البدني
من أبرز فوائد الضحك لتحسين الحالة المزاجية، هي قدرته على تحسين المرونة والنشاط البدني. ضمن السياق المذكور، تساعد ممارسة التمارين الرياضية على خفض التوترات، وإيصال الأوكسجين إلى أعضاء الجسم كافّة، وبالتالي تعزيز إنتاج ” الأندروفين “، الذي يحقق بدوره شعوراً من الإسترخاء.
6- يعزز العلاقات الاجتماعية
من الأمور المهمة التي يحققها الضحك هي تعزيز العمل الجماعي وتثبيت العلاقات الإجتماعية. ما نقصد به هنا، هو أن الجلسات مع أشخاص، والتفاعل معهم من خلال الضحك، يعزز قدرة الشخص على مكافحة العزلة وبالتالي تحسين الحالة المزاجية.
7- خسارة الوزن
عندما نضحك، فإن مستويات ” الكورتيزول “، في الجسم تنخفض، مما يؤثر بشكل إيجابي على تنظيم الشهية. ومن هنا، يمكن أن يجعل الضحك علاقتنا بالطعام سليمة. وهذا ما قد يؤدي إلى خسارة الوزن.
بعض الدراسات حول أهمية الضحك لتحسين الصحة النفسية والعقلية
أقيمت أعداد كبيرة من الدراسات التي بحثت في تأثير الضحك على الجانب الفيزيولوجي والبسيكولوجي، وتحديداً للأشخاص في سن المراهقة.
أشار البحث الذي أجراه ” رامون مورا ريبول “، المدير العلمي الطبي في منظمة ” موندريال دي لا ريسا “، في برشلونة، إلى أن الضحك يكافح التوتر الجسدي والعاطفي. بالإضافة إلى أنه يحسن المزاج، ويعزز الأداء الإدراكي.
في المقابل، أظهرت دراسة أجريت على طالبات في الجامعة، أن الفكاهة قللت من حدّة الضغط النفسي، وساهمت بدورها في تحسين الرفاهية لديهم .
وأخيراً، أظهرت دراسة أجريت عام 2011 على مجموعة من ردود أفعال الناس تجاه صورهم في المرايا. كشفت النتائج على أن أولئك الذين ضحكوا بشكل متكرر على صورهم، كانوا أقل عرضة للإصابة بالمشاعر السلبية.
على الرغم من أن الضحك هو عادة فطرية متأصلة في داخلنا. إلاّ أنه يمكننا استخدامه لتحسين الحالة النفسية من جهة، وتعزيز الصحة الجسدية من جهة أخرى. عندما تشعر بأنك تعاني من الضغوطات العملية والمهنية، قم بمشاهدة فيلماً كوميدياً، أو الذهاب لتناول العشاء مع أصدقائك واستمتع بوقتك معهم.