كيف نتخلص من التفكير المفرط؟
[آخر تحديث: 30/ 6/ 2023] هل عانيت ليلة البارحة من الأرق نتيجة انغماسك في التفكير بماضيك الذي لا يعود، ومستقبلك المجهول، ومتلازمة خوفك الدائم من الفشل؟ هل غرقت بالأفكار الوجودية واللاوجودية، والمجدية وغير المجدية؟ ووجدت نفسك أنك عاجز/ة عن القيام بأي شيء، وحتى أنك عاجز/ة عن التوقف عن هذا التفكير المفرط؟ أصبحت الحياة معقدة، والمطالب كثيرة، وبتنا نعاني من التفكير الدائم. ومن هنا لا بدّ أن يطرح السؤال التالي: كيف تتخلص من التفكير المفرط؟
مقالات مرتبطة:
التفكير المفرط: متاهة تدمّر التوازن النفسي
تشير الأبحاث إلى أن 73% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 عاماً، يعانون من الإفراط في التفكير. في المقابل هناك ما يقارب 52% من المفرطين في التفكير، تترواح أعمارهم بين 45 و 55 عاماً.
لا يعدّ الإفراط في التفكير من الأمراض العقلية. ولكنه يرتبط بحالات القلق والإكتئاب. لذلك، يأتي التفكير المفرط نتيجة اجترار الماضي، أي أن تصبح أسير الأحداث الماضية. بالإضافة إلى المقارنة الزائدة مع الآخرين، والتفكير بتفاصيل حياتهم الدقيقة. كذلك، يأتي التفكير المفرط نتيجة خوفك من المستقبل وتداعياته.
كيف تعلم/ين بأنك تعاني من التفكير المفرط؟
هناك بعض العوارض التي تؤكد أنك تعاني/ين من التفكير المفرط. من ضمن هذه العوارض:
- التركيز على أشياء لا يمكن تغييرها
- تخيّل السيناريو الأسوأ دائماً.
- الخوف من الماضي والحاضر والمستقبل
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- التشتت والضياع.
- القلق والخوف المستمر.
- عدم النوم.
- الامتناع عن تناول الوجبات الغذائية.
- تناول الحلويات.
كيف تكافح/ين التفكير المفرط؟
يمكن أن يؤدي القلق المستمر والتفكير الزائد في أحيان كثيرة، إلى مشاكل تتعلق بالصحة الذهنية. ومن هنا، هناك طرق كثيرة، تساعدك على التخلص من التفكير المفرط.
1- عدم توبيخ النفس
يجب عدم توبيخ نفسك، أو الإفراط في تفكير لا يجدي نفعاً. إذاً، يجب الاقتناع بأن الحياة أبسط مما تتوقع/ين، ويجب أن يعيش كل لحظة بتفاصيلها، وهذا بحدّ ذاته قوّة ونجاح.
2- الإعتراف بنجاحاتك الصغيرة
عندما تكون/ين في خضمّ الإفراط في التفكير، اخرج/ي ورقة وقلماً، وابدأ/ي بتدوّن الإنجازات البسيطة التي تم تحقيقها الأسبوع الماضي. ليس من الضروري أن تكون هذه الإنجازات ضخمة، لأن النجاح تراكميّ.
لا يُنصح بالوقوع أسير الإنجازات الضخمة، لأن الوقائع والحقائق تقول إن النجاح يبدأ بخطوة، وتحقيق الأهداف يحتاج إلى الصبر والمثابرة. إذاً، حاول/ي مكافأة نفسك على الدوام بكل ما حققته.
3- الابتعاد عن الدراما
الإنسان يتعرض على الدوام إلى تحديّات، تجعله يشعر بتخبطات ذاتية، ونفسية، وإجتماعية… لذلك، فكّر/ي دائماً بأن هذه المشاكل والتحديّات، مهما كانت كبيرة، ستصبح أسيرة النسيان بعد عدّة أشهر. لا تجعل/ي المشاكل الصغيرة، بأن تتحول إلى عقبات كبيرة، تساهم في إحداث خلل في توازنك النفسي.
4- القيام بمبادرات لطيفة لمن حولك
قد يساعدك تخفيف العبء والحزن عن الأشخاص الآخرين، إلى وضع الأمور في نصابها والوعي بأفكارك وتنظيمها. إن إدراك قدرتك في إدخال البهجة، والفرح، وتخفيف الحزن عن الآخرين، يساعدك على تقدير نفسك، وتغيير نظرتك بالحياة. بالإضافة إلى زيادة القناعة والرضا بحياتك، وبالتالي تحقيق الراحة النفسية والكفّ عن التفكير الزائد.
5- تدوين يومياتك
يعتبر تدوين اليوميات من الطرق المفيدة التي تساعدك على إخراج أفكارك من رأسك، حتى لا ترهقك كثيراً. عند البدء بكتابة كل ما تفكر/ين به، ستستطيع/ين حتماً إيجاد بعض الحلول لها وتنظيمها أكثر. ستنقذك هذه الممارسة حتماً، من الصخب الفكري الذي يقودك بدوره إلى الإكتئاب، والقلق، وفقدان القدرة على التركيز.
6- ممارسة التأمل
أوّل ما قد تتوق/ين إليه بعد يوم طويل من العمل، هو الحصول على الراحة. ستساعدك ممارسة تمارين الإسترخاء والتأمل، في تخفيف التوترات، وتحقيق الهدوء والصفاء الفكري. بالإضافة إلى أنها تزيد من إفراز هرمون ” الأدرينالين “، و ” الدوبامين “. اللذان يعززان شعور الإكتفاء والسلام الداخلي.
7- التركيز على الأشياء الجميلة
الإنسان مخيّر في اختيار طرق التفكير الخاصة به. علاوة على ذلك، يحتاج ذلك إلى تعزيز وعيك للسيطرة على أفكارك السلبية والتخلص منها. إذاً، حاول/ي التخلص دائماً من التفكير السلبيّ، الذي يدمّر صحتك الجسدية والنفسية. وركّز/ي في الوقت نفسه على الأفكار الإيجابية، والأشياء الجميلة التي تملكها.
8- تحديد موعد لاتخاذ قراراتك النهائية
كلّما سمحت لنفسك بالتفكير بالقرار الذي تنوي اتخاذه، ستجد/ين نفسك أنك تصل/ين إلى حدّ المبالغة في تحليله. ومن هنا، لن تستطيع/ي اتخاذه بسرعة وبوعي. لذلك، حدّد/ي موعداً واضحاً لاتخاذ قرارك النهائي، لأن هذا سيساعدك حتماً على التخلّص من التفكير المفرط.
يتعرض الإنسان يومياً إلى العديد من الضغوطات التي تقلب تفكيره رأساً على عقب. بالإضافة إلى أنه قد يمرّ بمواقف كثيرة تفقده السيطرة على نفسه، وعلى قراراته. لذلك، وعندما تسأل/ين نفسك كيف تتخلص/ين من التفكير المفرط، لا بدّ من القول إنه إذا شعرت أن الإجترار إلى الأفكار يفقدك القدرة على التركيز والعمل، فيجب اتباع هذه الخطوات المذكورة، أو اللجوء إلى طبيب مختصّ، تجنباً لحالات القلق والتوتر.