حياة صحية

كيف نكافح النسيان وعدم التركيز

يعدّ النسيان عادة فطرية في الإنسان، تساعده في التغلب على عقباته ومشاكله أحياناً وفي تعزيز قدرته على الإستمرارية بشكل جيّد ومتوازن. لا يستطيع الدماغ البشري استيعاب هذا الكمّ الهائل من الأحداث المهمّة وغير المهمّة. لذلك، يلجأ إلى تخزين بعض المعلومات في الذاكرة البعيدة. في المقابل، أصبحت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أدى إلى زيادة في قلة التركيز والنسيان. ومن هنا، خصصنا هذا المقال للإجابة عن كيف نكافح النسيان وعدم التركيز.

كيف أصبح عدم التركيز متلازمة في حياتنا اليومية؟

لا يمكنك العثور على مفاتيح سيارتك ومحفظة النقود خاصتك؟ هل نسيت قائمة البقالة في المنزل؟ هل تحاول/ين تذكر اسم شخص أنت على معرفة تامّة به؟ لا تقلق/ي أنت لست وحدك من يعاني من النسيان وعدم التركيز في ظلّ هذا الإزدحام الذي نعيشه منذ الإستيقاظ وحتى النوم.

ضمن السياق نفسه، يربط خبراء الصحة قلّة التركيز بالإستخدام المفرط للهواتف الذكية ومواقع التواصل الإجتماعي التي تشتت الإنتباه. على الرغم من أنه لا يوجد علاج سحري لمكافحة النسيان. إلاّ أنه يمكنك إجراء بعض الممارسات التي تساعدك على التقليل منه.

1- النشاط البدني

تؤدي ممارسة التمارين الرياضية في زيادة تدفق الدم والأوكسجين إلى أعضاء الجسم كافة، ولا سيّما إلى الدماغ. مما يعزز الذاكرة من جهة ويكافح عدم التركيز من جهة أخرى. توصي وزارت الصحة في العالم غالباً بممارسة التمارين الهوائية لمدّة تصل إلى 150 دقيقة في الأسبوع كحدّ أدنى. كذلك، من الأفضل اتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على الذهاب إلى عملك سيراً على الأقدام، أو استخدام السلم بدلاً من المصعد الكهربائي.

2- تنظيم تفاصيل يومنا

قد تؤدي الفوضى في منزلك وعدم ترتيبه إلى زيادة احتمالية النسيان وعدم التركيز. لذلك، يمكن بترتيب المنزل أولاً، وترتيب أغراضك ثانياً. كذلك، حاول/ي تدوين مواعيدك ومهمامك اليومية بشكل مفصل على ورقة. ستساعدك هذه الممارسة في تركيز المعلومات في ذاكرتك. علاوة على ذلك، حاول/ي عدم التفكير بكثير من الأشياء في وقت واحد، لأنه سيؤدي إلى التشتت.

3- النوم جيداً

يلعب النوم دوراً مهماً في مساعدتك على ترسيخ الأفكار في ذاكرتك ومكافحة النسيان. كذلك، يساعد النوم على تحقيق الإسترخاء والتخلصّ من التوترات والضغوطات اليومية، وبالتالي تحفيز قدرتك على الإستيقاظ بنشاط أكبر لإنجاز مهماتك بشكل أفضل.

4- لعب الشطرنج

تماماً كما يساعد النشاط البدني في الحفاظ على شكل جسمك. تساعد الأنشطة المحفزة عقلياً في الحفاظ على صحة عقلك. من ضمن هذه الأنشطة، لعب الشطرنج، وتركيب أحجار البازيل، أو حلّ الكلمات المتقاطعة. تعمل هذه الأنشطة على تحصينك ضدّ فقدان الذاكرة أو خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

5- تعلم لغات جديدة

يرتبط الإستمرار في التعلّم والسعي إلى تطوير المهارات بتحسين الأداء العقلي في سن الشيخوخة. إذ يعتقد الخبراء بأن العليم المتقدم يساعد في الحفاظ على قوة الذاكرة من خلال جعل الشخص معتاداً على النشاط العقلي. على سبيل المثال، تعلّم لغات جديدة، أو العزف على آلة موسيقية، أو الدخول في تخصص جامعي جديد.

6- اتباع نظام غذائي صحي

قد يكون النظام الغذائي الصحي مفيداً لعقلك كما هو مفيداً لجسمك وقلبك. اكثر/ي من تناول الفواكه، والحبوب الكاملة. كذلك، حاول/ي اختيار مصادر بروتين قليلة الدسم مثل الأسماك، والفاصوليا، والدواجن منزوعة الجلد. بالإضافة إلى المكسرات النيئة كالجوز، والكاجو… يجب الابتعاد قدر الإمكان عن تناول المنبهات والحلويات.

7- تعزيز الـ فيتامين د

يعدّ فيتامين د من الفيتامينات المهمة التي تلعب أدواراً مهمة في جسم الإنسان. لقد تمّ ربط المستويات المنخفضة من فيتامين د بمجموعة من المشكلات الصحية بما في ذلك انخفاض الوظيفة الإدراكية، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بالخرف. لذلك، تحدث/ ي مع طبيب مختصّ لإجراء فحص دم لمعرفة إذا كنت تعاني/ين من نقص في فيتامين د.

8- تناول الكركم في الوجبات

يحتوي الكركم على مادّة ” الكركمين “، والتي تعدّ من مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى أنها تمتلك تأثيرات قوية مضادة للإلتهابات في الجسم. كذلك، تعمل مادة الكركمين على تقليل التلف التأكسدي، و كميات لويحات الأميلويد التي تسبب تلف في الخلايا العصبية، وبالتالي الإصابة بمرض فقدان الذاكرة مع مرور الوقت.

9- الكاكاو

إلى جانب طعمه المذهل واللذيذ. يوفر الكاكاو جرعة قوية من مضادات الأكسدة تسمى ” الفلافونويد “، المفيدة للدماغ. علاوة على ذلك، تحفز مركبات الفلافونويد نمو الخلايا العصبية، وزيادة تدفق الدم في أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة. ينصح بتحضير مشروب الكاكاو دون إضافة السكر، أو تناول الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% من الكاكاو لضمان كمية أكبر من مضادات الأكسدة.

على الرغم من أن النسيان استجابة طبيعية إنسانية، تساعد الفرد على الإستمرارية بعد التعرّض لصدمات نفسية أليمة. ولكن، أصبح النسيان وعدم التركيز اليوم عادة يومية نعاني منها جميعاً. لذلك، وعند الإجابة عن سؤال كيف نكافح النسيان وعدم التركيز، يمكنك اتباع الخطوات المذكورة أعلاه.

ندى جوني

كاتبة محتوى إلكتروني، أعمل في مجال الأبحاث. حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأحضر حالياً لنيّل شهادة الماجستير. مهتمة بالقراءة والكتابة والتأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى