ما هو الإدمان الجنسي؟
[2023/1/24] تعدّ ممارسة الجنس عملية طبيعية وفطرية، وهي أفيون الإستمرارية الحياتية. ولكن، قد تتخطى الرغبة بممارسة الجنس معدّلها الطبيعي، لتصبح أشبه بإدمان يطوي خلفه مضاعفات كبيرة ناتجة عن ظروف إجتماعية، نفسية، وكذلك جسدية. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة الجنس إلى عواقب كارثية تضعف التوازن الفردي. إذاً، ما هو الإدمان الجنسي؟ وما هي أبرز أسبابه؟ وما هي الطرق الأمثل لمعالجته؟
1- الجماع: توازن نفسي واستمرارية حياتية
تمّ التفكير في مفهوم إدمان الجنس بطرق عدّة، حيث أشير إليه بتسميات كثيرة. على سبيل المثال، فرط الجنس، الإندفاع الجنسي، اضطراب الإدمان الجنسي… وغيرها من التسميات التي تصبّ في مضمون واحد. هناك الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون دوافع جنسية واضطرابات نفسية، تدفعهم إلى الإدمان على ممارسة الجنس، وبالتالي تساهم في إصابتهم باضطراب السلوك الجنسي القهري.
2- ما هو الإدمان الجنسي؟
الإدمان الجنسي، المعروف أيضاً باسم السلوك الجنسي القهري، أو فرط الرغبة الجنسية. غالباً ما يوصف الإدمان الجنسي على أنه حالة معقدة، والتي تتضمن إنشغالاً مفرطاً بالأفكار، التخيلات، والسلوكيات الجنسية. يكافح الأشخاص الذين يعانون من الإدمان الجنسي للسيطرة على دوافعهم الجنسية، مما يؤدي إلى عواقب سلبية تطال مختلف جوانب حياتهم.
3- أعراض إضطراب الإدمان الجنسي
قد لا تكسب/ين إهتماماً بالغاً إلى العوارض التي قد تنتج عن الإدمان الجنسي. ولكن، هناك ممارسات كثيرة ومتنوعة تندرج ضمن إطار عوارض اضطراب الإدمان الجنسي، بالرغم من عزم المصاب باخفاء هذه العلامات بشكل مستمر. من أبرز هذه العوارض:
- الأفكار والتخيلات الجنسية الوسواسية المزمنة.
- تعددية العلاقة الجنسية.
- الشعور بالندم بعد ممارسة الجنس.
- الإنشغال بممارسة الجنس على حساب المهمام اليومية.
- الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية.
- الحاجة الدائمة لممارسة الإستمناء.
- الرغبة بالسيطرة على الشريك الآخر خلال ممارسة الجماع.
- عدم القدرة على التخلص من السلوكيات الجنسية الخطيرة.
- المحاولات المتكررة للحدّ من السلوكيات الجنسية والسيطرة عليها.
4- أسباب الإصابة بالإدمان الجنسي
إن الأسباب الدقيقة للإدمان الجنسي متعددة الأوجه. ويمكن أن تتأثر بمجموعة من العوامل البيولوجية، النفسية، والبيئية. إليك أبرز هذه الأسباب:
- الإختلالات الكيميائية العصبية: يلعب الدوبامين وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة، دوراً مهماً في تطوّر حالة الإدمان الجنسي. قد يعاني الأشخاص المصابون بالإدمان الجنسي من تغيّر في مستويات الدوبامين، والذي يؤثر بدوره بشكل سلبي على سلوكهم القهري.
- الصدمات العاطفية واضطرابات الطفولة: قد يؤدي التعرض إلى الإعتداءات الجنسية وصدمات الطفولة إلى تطوير آليات التكيّف غير القادرة على التكيّف، بما في ذلك السلوك الجنسي المفرط. تساهم هذه الأسباب في فقدان الثقة بالنفس وزيادة الهشاشة النفسية والعاطفية.
- العوامل الوراثية: تشير بعض الدراسات إلى وجود استعداد وراثي للسلوك الإدماني، بما في ذلك الإدمان الجنسي. إذ، يمكن ان تؤثر العوامل الوراثية على قابلية الفرد للإدمان.
- الإضطرابات العقلية والنفسية: غالباً ما يحدث الإدمان الجنسي مع اضطربات الصحة العقلية الأخرى. على سبيل المثال، الإصابة بالخرف، اضطراب ثناءي القطب، او حالات الإكتئاب والقلق.
- العوامل الإجتماعية والثقافية: يمكن أن يسبب الكبت والقواعد الصارمة التي يفرضها المجتمع على الفرد أن تزيد من حدّة الغدمان الجنسي غير الواعي.
5- ما هي أبرز طرق العلاج من الإدمان الجنسي؟
على الرغم من خطورة الإصابة بالأدمان الجنسي، الذي قد يؤثر بشكل سلبي على الجوانب الحياتية كافة. إلاّ أنه هناك طرقاً عديدة للعلاج، حسب الأسباب المؤدية إليه. على سبيل المثال، يتطلب الإدمان الجنسي العلاج من أخصائي طبي متمرس في هذا المجال، كمعالج/ة نفسي مختصّ أو طبيب/ة متخصص بالأمراض الجنسية.
قد تتفاوت أساليب العلاج بين الإستشارات الطبية والنهج السلوكي. إذا كان الإدمان مرتبطاً بين اضطرابات القلق والمزاج، فيصبح من الضرورة وصف بعض الأدوية. أمّا إذا كان الأمر متعلق ببعض المضاعفات النفسية، فتصبح المعالجة السلوكية من الأمور الأكثر فعالية للتخلص من الإدمان الجنسي. لذلك، تساعد جلسات العلاج الفردي أو الجماعي، في تعزيز القدرة على فهم الأسباب الكامنة خلف هذا النوع من الإدمان، وتعلم استراتيجيات لإدارة المحفزات.
أخيراً، وبعد الحديث عن ما هو الإدمان الجنسي؟ يمكن القول، إن ممارسة الجنس هو عملية فطرية وضرورية لتعزيز الإستمرارية من جهة، بالإضافة إلى أنها تحقق التوازن النفسي والإجتماعي من جهة أخرى. ولكن، عندما تتخطى هذه الممارسة معدّلها الطبيعي، قد تصنف على أنها نوع من الإضطراب، الذي يسبب مخاطر جسيمة على الصحة الجسدية والنفسية في آن معاً